12 سبتمبر 2025

تسجيل

أصـول الانتقــاد فــــي البناء لا الهــدم

24 مايو 2022

انتقد كما تشاء ولكن لا تسئ لأحد بألفاظ يمكنها أن تدينك بعدها ويكون الحق عليك بسبب أسلوبك في النقد بعد أن كان لك الحق في انتقاد هذا الأمر أو تلك الظاهرة السيئة بالصورة المطلوبة، فكلنا انتقدنا تلك الاحتفالية التي أقيمت في إحدى صالات أحد أنديتنا الرياضية في الدوحة، لا سيما بعد أن حرص الحضور والذين كانوا خليطا من شباب وفتيات على تصوير أنفسهم وتراقصهم على أنغام إحدى المطربات الشعبيات التي قدمت من دولة خليجية مجاورة في صورة استهجنها أهل قطر، والمعروف بالتزامهم وعدم اعتيادهم على حضور مثل هذه الحفلات التي يمكن أن تمس دين وقيم أهل قطر بأي صورة كانت من بعيد أو قريب، ولكننا في الوقت نفسه لم نستطع أن نسيء لأحد مما كان هناك في أخلاقه أو المساس بتربيته أو تصويره والتشهير به تحت مسمى النقد الذي نريد في ظاهره أن يكون بناءً، لكنه في الحقيقة يهدم ولا يؤتي أُكله المراد له، حتى وإن قام بتصوير ما يقوم به على سنابه المفتوح للعامة وليس الخاص له وللمقربين له ولذا رأينا تلك المقاطع المنتشرة لهذا الحفل وقد غزت حسابات مشاهير وغيرهم على منصة التواصل الاجتماعي (تويتر)، ناهيكم عن انتشارها الأوسع عبر جروبات الواتساب التي لم تنتظر منحها تصريحا بالنشر دون مساءلة أو من عدم النشر أساسا، ورغم أنها مشاهد تضمنت سلوكيات لم تُعرف عن أخلاقيات أهل قطر الملتزمين دائما بدينهم ومحافظتهم على السلوك العام إلا أنني انتقدت هؤلاء ممن ضاعفوا نشر هذه المقاطع بغض النظر عما إذا كانت مستفزة وتدعم دعوات الانتقاد بصورة أقوى أو دعت بعض المنفتحين إلى اعتبار هذه الحفلات شيئا عاديا وتوجها لإقامة حفلات شبابية عصرية سماها أحدهم بالاحتفال (اللوكال الشبابي) داعيا المجتمع إلى تقبل هذه المشاهد بين الشباب والفتيات في حفلات عامة تنظمها أي جهة خاصة أو رسمية على حد تعبيره الذي لقي هجوما منقطع النظير واسئلة كثيرة تتعلق بسماحه لأهل بيته من النساء بحضور مثل هذه الحفلات، كما يشجع عليها وبطبيعة الحال لم يجب مثل هذا الشخص حينما تعلق السؤال بمن حوله من محارمه فكيف يدعو لأمر لا يستطيع منح الإذن لأهل بيته بالمشاركة فيه وتصويرهم؟!. نعلم بأن إنكارنا للمنكر واجب لا صورة ثانية له ولكن كيفية الإنكار وبالصورة التي لا تمس خصوصية أحد أو كرامة أحد أو التشكيك بأخلاق أحد هو ما يجب أن نحرص عليه بالصورة الأولى قبل أن نسجل موقفا من هذا الانتقاد الذي نريد به بناء لا هدما، ولكن للأسف فإن أغلبنا ممن انتقد كان انتقاده بصورة هجومية خالية من الغيرة على الوطن بقدر ما هو انتقاد يصنف ضمن خانة الانتقاد وكفى حتى وإن تباينت أساليب النقد والإنكار ومع هذا أجد نفسي أقع تحت خانة المنتقدين لمثل هذه الظواهر التي نرجو ألا تنتشر لكن دون التشكيك بتربية أحد أو أخلاقياته التي لا يمكن لأحد التدخل فيها دون بينة ومرجع ودليل وأدعو الجهة المنظمة لمثل هذه الاحتفاليات الخاصة لتبرير القصور التنظيمي في مزاحمة البنات للشباب في الرقص بهذه الصورة التي لم تُعرف عن أهل قطر واقتصارها على الحفلات النسائية الخاصة والتي تتفرد بها عن نظيراتها من حفلات الشباب التي تقف عند رقصات الشباب الرجالية المعروفة والخالية من الهز وتمايل الخصر بصورة مقززة كالتي شاهدناها في بعض المقاطع المنتشرة، ونؤكد على أن مجتمعنا وإن كان متفتحا فكريا ومثقفا بالصورة التي تجعله مجتمعا حديثا فإن هذه الثقافة إنما تقوم على الالتزام بكل ما من شأنه أن يجعل مجتمعنا محافظا ومستنيرا ولكن ضمن قيم الدين وموروثات العادات والتقاليد التي اكتسبناها من أجدادنا وآبائنا وقامت بيوتنا على بنيانه وتراص الأخلاق في زواياه، لكن الانتقاد يجب أن يظل محافظا على صورته التي تبني أولا قبل أن تفكر بهدم الواقع. [email protected] @ebtesam777