20 سبتمبر 2025
تسجيلالعملية الانتخابية تحتاج الى وعي المرشح، وبدرجة اكبر وعي الناخب، الوعي يتخلق خلال حركة المجتمع في التاريخ. كلما كان المجتمع به حراك اجتماعي على كل الاصعدة، انتج وعياً خلاقاً ابداعياً، كلما آمن المجتمع بالتنوع والاختلاف، انتج علاقات انسانية اوسع وارحب. بيننا وبين اول انتخابات برلمانية تجرى في البلد خمسة شهور لا غير، من المفترض أن الوعي بها كمدخل لحياة نيابية دستورية قد سبق موعدها بفترة كافية، بحيث تصبح اضافة الى الانسان لا تكريساً لوعي سابق عليها. اليوم نحن ندفع فاتورة التأخر في أخذ يد المجتمع نحو مجتمع مدني له مكوناته المستقلة عن الدولة وعن حاضنة الولاءات الاولية التي يستنقع فيها سياسياً كالقبيلة والطائفة والعائلة. لا أقول أن لا نبدأ ولكن أقول لم نقدر قيمة الوقت والزمن بشكل يكفي، مقارنة لما تتمتع به بلادنا ويمتاز به مجتمعنا من تماثل كبير ومن علاقة راسخة لا يشوبها شائب بين الحكم والشعب. هذه ميزات لقطر لا تتوفر حتى لأقرب جيرانها، معركتنا مع الوعي ستكون طويلة، لأن الحرث سيكون على القاع الاجتماعي الخالي اللهم من القبيلة والفزعة وميكانزمات الدفاع عن النفس، حيث لا مستوى اوسط من الولاء سواء كان نقابة او جمعية او تنظيما لا أقول حزباً، لأن ذلك لا يزال بعيدا حتى على المستوى الاقليمي. نحتاج جهداً مضاعفاً ونية حكومية واضحة وصارمة ونظاماً انتخابياً فيه مساحة من الحرية للفرد الواعي حين يريد أن يمارس وعيه بعيداً عن قبيلته أو طائفته، وكما اشرت في مقال امس أن خيار مسقط رأس القبيلة كخيار أوحد لابنائها خيار استبدادي لا يخدم الوعي بالعملية الانتخابة بقدر ما يجسدها الوجه الاخر لعملة التعيين من مجموع القبائل. مع أن أول مجلس شورى في قطر كان فيه من الوعي الفطري ما يماثل ما تحتاجه العملية الانتخابية القادمة، الا أن النكوص عن البداية فيما بعد كرس وعياً انقطاعياً واستحماماً آسناً نحتاج ان نخرج منه اليوم بكل وسيلة. [email protected]