11 سبتمبر 2025

تسجيل

معايدة خاصة جداً

24 مايو 2020

اعذروني إن كنت سأعايدكم أولاً بحلول عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعلى بلادنا والأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات، فتقبل الله طاعتكم وصيامكم وقيامكم وصالح الأعمال منكم قبل أن أطلب منكم رجاءً.. ابقوا في بيوتكم ولا تغادروها. نعم، ابقوا في بيوتكم، لأن هذا العيد يأتي في ظروف مغايرة كما جاء فيها شهر رمضان المبارك، الذي صمناه دون صلاة في المساجد، ولا تجمعات أهل وأصدقاء، ودون غبقات مجالس وسمرة الشباب، ولا محلات ومجمعات تجارية مفتوحة، فوجد البعض أن هذه رسالة ربانية صريحة، بالعودة إلى الله، فشد في العبادة، وجدَّ في الطاعة، والتزم بالصلاة وقراءة القرآن الكريم، بينما تململ كثيرون في بيوتهم، وتنمروا على إجراءات الدولة ودعوات وزارة الصحة، مما دعاهم إلى الاستهانة بهذا الوباء الذي تسلل من حيث لا ندري إلى زوايا وبيوت بلادنا، فكانت النتيجة حتمية ومؤلمة حتى الآن، وهو وصولنا إلى 33679 حالة نشطة بفيروس كوفيد - 19، ولا يمكن أن ننسى أن هذه الاستهانة التي حدثت في شهر رمضان من خلال التجمعات العائلية، وإنعاش تقليد القرنقعوه الذي يصادف منتصف الشهر الفضيل، كل ذلك ساهم في زيادة الحالات، كما جاء على لسان الدكتور عبداللطيف الخال مدير مركز الأمراض الانتقالية في المؤتمر الصحفي الأخير، الذي تم حول مستجدات الوباء في قطر، وشرح واف لأسباب زيادة الحالات المصابة فيها، وتم التأكيد فيه على أن هذا التقليد الشعبي المحبوب في رمضان، ما كان له أن يسير بحسب المعمول به نظرا للظروف الصحية التي يمر فيها الوطن، ولكن إصرار الكثيرين على تنفيذه وفق المعتاد، ساهم بلا شك في مضاعفة حالات الإصابة بفيروس كورونا، فكان أغلب الضحايا من العائلات التي أصرت على التجمع والزيارات، فكانت النتيجة هي ما بتنا نحصدها الآن للأسف، فماذا يمكن أن تكون عليه نتيجة العيد إذن ؟!. لمَ لا يزال الكثيرون يرفضون أن يستوعبوا أن هذا الفيروس أثبت شراسته على الجميع كان صغيرا بالسن أو كبيرا ؟!، ولا يمكن التلاعب بآثاره القاتلة، وأن الحل الوحيد لمكافحته ومواجهته هو الالتزام بإجراءات الدولة، وتنفيذ احترازات وزارة الصحة كما جاءت بالضبط، دون استسهال أو استهانة، والعيد هو الفرصة الحقيقة للمساهمة مع كل هذه الجهود لإيقاف تمدد هذا الفيروس بيننا وربما حصده للمزيد من الأرواح، التي وإن كانت قليلة حتى الآن بفضل من الله ثم بفضل جهود الكوادر الطبية الماهرة، إلا أننا أمام عدة خيارات مخيفة إذا ما استمرت هذه الأعداد في تزايد، ومنها انهيار المنظومة الصحية التي نستبعد بإذن الله أن يحدث ذلك، ولذا كل ما علينا نحن الشعب أن نتحمل ونلتزم، ونحاول بقدر الإمكان أن نمكث في بيوتنا وعدم الخروج إلا للضرورة، حتى تمر هذه السحابة السوداء عن بلادنا، ونستطيع أن نتنفس جزئيا بأفضل حال مما نحن عليه اليوم، وذلك حتى يجد العلماء علاجا ناجعا أو لقاحا ناجحا لهذا الفيروس، ولعل العيد هو الفرصة الحقيقة لنختبر صبرنا الذي تخلخل أساسه في رمضان للأسف، وأن أتى احتراز بعضنا متأخرا أفضل من ألا يأتي أبدا، ولا ألوم في هذا سوى بعض مشاهيرنا الذين يشجعون على التسوق والمطاعم والشراء باسم (العيد)، الذي يجب أن نصدق ونقتنع أنه يأتي اليوم في ظروف غير اعتيادية، فهل يتحدى هؤلاء إجراءات مكافحة كورونا؟!. عيدكم مبارك و... كفى !. [email protected] @ebtesam777