23 سبتمبر 2025
تسجيلعيد يختلف عن غيره من الأعياد، بنكهة أخرى، واحتفاء متغير، كورونا الضيف الثقيل حل علينا ليشاركنا الفرحة، بشىء من الاحتراز والقلق، والتدابير الوقائية، ليلامس بقدومه جزءاً يسيراً من أجواء الفرحة باستقباله، ونحن محاصرون بقيوده الاحترازية، كنا نردد سابقا قول المتنبي: عيد بأية حال عدتَ يا عيد... بمَا مَضَى أم بأمْر فيك تجْديد. للظروف والارهاصات السياسية التي خلفت شعوبا تتألم وتعاني لم تذق طعم فرحة العيد خاصة الأطفال، فالحروب والمجاعات والسيول والهجرات من الأوطان اكتسحت نكهة الفرحة في نفوسهم باستقباله وتأدية مشاعره وما زالت، ليضيف لنا اليوم الضيف الكوروني "كوفيد19 " ألماً آخر، في ظل الحجر المنزلي الذي فرضه علينا، أغلقت المساجد أبوابها لصلاة العيد، واغلقت البيوت أمام عيدية الأطفال، وتوارت التبريكات بالأيادي والمصافحة، وحُرم الوالدان والأجداد من تقبيل أبنائهم وأحفادهم، فالناس ملتزمون، بإجراءات التباعد الجسدي، الذي فرضته الدولة، تحصنا ووقاية من انتشار الوباء، وهذا مطلب وطنيّ وصحيّ، إلا أن العيد سيبقى فرحة وبهجة، وسيبقى له رونقه ومشاعره، ونسمع أغنية " العايدو " التراثية، وسنعيشه بكل شعائره تحقيقا لمنهج ربانيّ، وسنة نبوية اعتيادية تربينا عليها، لها طقوسها النفسية بالفرحة والسعادة والابتسامة، والماديّة بلبس الجديد والصلاة والصدقات والتكبيرات، والتهنئة والتبريكات للأقرباء والأصدقاء، وأن أغلقت الأبواب، وانحسرت الأقدام، فالمشاعر والطقوس باقية ثابتة لا تزحزح بهجتها وتفعيلها، جائحة الضيف الكوروني "كوفيد 19’’ كما هي المشاعر الرمضانية التي عشنا أجواءها بكل تفاصيلها ونحن مطوقون بأغلال الجائحة الوبائية،التي جعلتنا أكثر ايمانا وثباتا، وتعلما وتربية، حولت البيوت الى مساجد للصلاة الجماعية، ومراكز لتحفيظ القرآن، كما ذكرتنا فعلاً بأن الحياة الدنيا لا تساوي جناح بعوضة، يجب علينا أن نركب سفينة النجاة مع الساعين نحو بر الأمان،. وأن نكون في الصفوف الأمامية مع الأطباء والممرضين بالتزامنا وتباعدنا وتكاتفنا،، فمازلنا في مرحلة الانتشار وارتفاع مؤشر الاصابات، نحتاج للوقاية والوعي والجدية لمواجهة هذا الفيروس الذي أتعب العقل الانساني،وأثقل عاتقه، وجعل العالم في دوامته بلا منفذ للخروج منه. … أقبل العيد وكل عام والجميع بخير، إنها أيام قليلة وجميلة، بالرغم مما شابها من منغصات لكنها ستزول قريبا، بأمر إلهي وقدر إلهي، وفرج إلهي، مادمنا نؤمن بأن ما حدث هو امتحان ورحمة لإعادة ترتيب حياتنا كما يريدها الله سبحانه وتعالى، الذي خلقنا لعمارة الأرض بالحب والتفاؤل والبناء والاستمراريّة، أقبل العيد لينفض عنا غبار القلق والخوف العالقيْن في قلوبنا، ونستشعر الفرحة بكلمة نرددها " عيدكم مبارك ". ولو عن بعد، ترددّها واستشعار جمالها تبعث الود والحب، وتكسر حاجز الجفاء والقطيعة، ولكن يبقى السؤال ونحن نستقبل العيد ونحتفل بمقدمه لابد أن نستشعر بالآخرين الفئة المغلوبة من العمالة التي جرفها سيل الجائحة " كورونا " نحو المجهول، ليزدادوا فقراً وحاجة، نتيجة توقف عمل الشركات والمحلات والأسواق التي كانت مصدر دخلهم وسترهم وإعانتهم. ويكون لهم نصيب من الفرحة وادخال البهجة وهم يعيشون غربة وعوزا، وهم بحاجة للتغلب على مواجهة الظروف الصعبة القاسية، ربما "كورونا " يستمر أياماً أو شهوراً أو سنوات، أليس من واجبنا الالتفات لهذه الفئة المهيضة الجناح التي لا حول لها ولا قوة، والأخرى المقيمة التي تتراكم عليهم الديون وثقل الايجارات، مع انقطاع مصدر الدخل،. ليس فقط في العيد إنّما كذلك الأيام المقبلة بحملات تبرع تتكاتف فيها جميع الفئات في المجتمع من الشركات والأغنياء والافراد الموسرين عامة. …. أقبل العيد بابتسامته الجميلة، ليرسم على وجوهنا فرحة تمحي خطوط الألم والقلق، ونردد قول الشاعر إيليا أبوماضي: يا شاعر هذي روعة العيد … فاستنجد الوحي واهتف الأناشيد، ويردد الأطفال الأغنية التراثية المعهودة يالعايدوه.. يالعايدوه عيدي علينا بالليالي عيدي، أعاده الله على وطننا وأميرنا والأمة الإسلامية بالخير والسعادة.. وكل عام والجميع بخير. [email protected]