13 سبتمبر 2025
تسجيلقُدِّرَ لمدينة الفلوجة العراقية أن تكون رمزاً للمقاومة والصمود، منذ الاحتلال الأمريكي الغاشم للعراق عام 2003 لتبدأ معها أول قصة بطولة ومقاومة أهلها السنة العرب الأقحاح أبناء عراق الرشيد مع المحتلين وأذنابهم من الصفويين وأتباعهم من الروافض، جسّدوا من خلالها أروع بطولاتهم عام 2003 عندما قاموا بصد الآلة العسكرية الأمريكية والحشود الضخمة المدعومة من أحفاد ابن العلقمي أسفرت عن استشهاد العشرات من أبناء هذه المدينة الصامدة وفرار جرذان المحتلين وأذنابهم إلى حيث كانوا في عاصمة الرشيد المحتلة، لِيُكتب للفلوجة وأهلها أن يكونوا العدو الأول والأخطر لهذا الاحتلال ولأذنابه الذين يأتمرون بأمر زعمائهم في طهران!. ولم تتوقف الحملات الشرسة ضد الفلوجة عند هذه المعركة ليتم الإعلان عن المعركة الثانية في أقل من عام، حيث شنت قوات المارينز الأمريكية حملة عسكرية واسعة النطاق على معاقل المقاومة في المدينة، والتي اُعتبرت من أضخم العمليات التي تقوم بها كحرب مدن منذ معركة مدينة هيو في فيتنام عام 1968، استمرت هذه الحملة 6 أيام حرقت الأخضر واليابس واستخدمت فيها أعتى وأقوى الأسلحة الثقيلة وقُتل فيها العديد من المقاومين والمدنيين ولكنها في النهاية جعلت المحتلين وأعوانهم يجرّون أذيال الخيبة والحسرة ويفرّون منها، لتكون الفلوجة عنواناً لهزيمة مذلة لأقوى قوة في العالم وخيبة رجاء لهم، بعد أن كبدوهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد كُسِرت بها عنجهيتهم وتغطرسهم.يتكرر السيناريو هذه الأيام على الفلوجة لتشهد أكبر تحالف عليها لصفويي هذا الزمان من جيش وحشد وتحالف مجوسي أعلنها منذ سنوات حربا طائفية، رُفعت فيها رايات حقده وطائفيته النتنة كان قد مارسها في إبادة أهلنا السنة في ديالى وصلاح الدين والأنبار وغيرها من مدن أهل السنة، ليكون الموعد الآن مع الفلوجة الصامدة العصية على أعدائها التي تعلم جلياً أن المعركة الثانية ليست الأخيرة وأنها حتماً ستكون على موعد قريب مع أذناب إيران ومن يوالونهم.سوّغ الساسة الذين يحكمون بغداد طائفيتهم في الإعلام بحجة أنها ليست إلا إعلان حرب على داعش لطردها من المدينة، والتي يعلم الجميع أنهم يلتقون معهم في الكثير من الأهداف وعلى رأسها إبادة المكون السني والتغيير الديموغرافي للفلوجة وما يحيط بها لإحلال جماعاتهم ومن يستقدمونهم من إيران لفرض سياسة أرض الواقع على المنطقة وتنفيذ أجندات ملالي طهران!.أهل الفلوجة لم يستغربوا بدورهم إعلان الحرب عليهم، فهم قبلها مورس عليهم الحصار والتجويع وإطلاق الصواريخ والقذائف وكل سبل الحرب طويلة المدى، ومع هذا كانوا صابرين محتسبين لا يخشون إلا ربهم، ولعل الرايات التي رفعها ما يسمى بالحشد الشعبي الطائفي كصورة المقبور نمر النمر والعبارات المسيئة للصحابة -رضي الله عنهم-، والتي تدعوا للثأر من أبناء السنة توحي لهم بأن هناك مجازر ستقع إن لم تتدخل قوى إقليمية وعلى رأسها السعودية وتركيا في الضغط على حكومة العبادي لوقف هذا العدوان الجائر، وترك أهل الفلوجة ليدافعوا عن مدينتهم ويُخرجوا من تدعي أنهم إرهابيون وتتهمهم بأنهم يأوونهم ويدعمونهم وهي ليست إلا مسوغاً لهم لإبادة أهل السنة!.فاصلة أخيرةيبدو أن آمالنا في التحالف الإسلامي وقوات رعد الشمال قد تبددت، ونحن نرى بأم أعيننا الآلاف من إخوتنا السنة في العراق وسوريا يُقتلون بدم بارد وسط تآمر دولي وتجاهل عربي إسلامي لما يحدث!.فإن لم ننصرهم الآن ونكن عوناً لهم فمتى إذن؟!