17 أكتوبر 2025

تسجيل

التحول إلى عصر الحكمة

24 مايو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لأن التطوير حركة تفاعل ذكي، فمن الضروري أن تكون عملية مقصودة، لأنها قد تحدث في بعض الأحيان عشوائيا أو ارتجاليا، فالعالم من حولنا يتطور وهذا التطور يفرض علينا أن ننتقل معه في تفكيرنا، فلسنا في هذا العصر على سبيل الصدفة فحياتنا مرتبطة بالطريقة التي نعيش بها، فقد بدأ الإنسان حياته بعصر الرعي والصيد مرورا بعصر الزراعة ثم عصر الصناعة وتلاه عصر المعرفة أو كما يطلق عليه المفكر الإنساني مصطفى حجازي عصر المعلوماتية . نحن نمر بعصر التحولات فيه كالزلازل يتحول من اقتصاد ومجتمع قائمين على القدرات المنطقية والتي ميزت عصر المعلومات، إلى اقتصاد ومجتمع قائمين على القدرات الإبداعية والتعاطفية التي ستميز ذلك العصر الآخذ بالبزوغ أو الذي ظهر فعلا، وهذا هو عصر الإبداع أو نظيره عصر الحكمة وهو العصر الخامس في الترتيب. عَرّف علماء الفكر الحكمة بأنها الاستخدام المفيد للمعرفة، وبأنها المعلومات والمعرفة عندما يتم تلقيحها بغايات ومبادئ سامية .وهذا العصر تحركه طريقة مختلفة في التفكير، وأسلوب مختلف في الحياة، عصر يقدر القدرات الإبداعية والتعاطفية أكثر من المعلومات، عصر ينقلنا من المعلومة إلى المعمولة، وسيلة للارتقاء بحياة الإنسان بدلا من إنهاك العقل بأفكار قديمة غير قادرة على إنتاج مخرجات عملية تدعم عملية التطوير هي فلسفة التعليم التي ستواكب جيل نشأ في عصر المعلوماتية وقضى طفولته في عصر السرعة يفكر بطريقة مختلفة، ويحلم ويتطلع أن يعيش حياة مختلفة، فلا نعلم هل سيكون بإمكاننا أن نستوعب هذه التطلعات ونفهم هذه الانعكاسات، فهذا التطور يفرض علينا أن ننتقل معه في تفكيرنا لكي نكون قادرين على أن نفهم خبايا التفاعل الإنساني، ونتجاوز العادي والمألوف سعيا وراء الغاية والمعنى.كما يجب أن تكون كل خطوات العملية التطويرية واضحة في هدف التطوير العام لدينا، ويستحسن أن يكون مؤدو تلك الخطوات واعين بما يفعلون، مدركين لما هم مُقدِمون عليه من إجراءات سببا ونتيجة، فإذا كانت الحكمة في القرآن كما فسرها ابن عباس رضي الله عنهما، بأنها تعلم الحلال والحرام فإننا في مراكز تعليم القرآن الكريم لن نحتاج إلى دفعات من الحفاظ غير قادرين على العمل به والتأثير من خلاله، ولتحقيق المعنى الفعلي فإننا بحاجة إلى قرآن يمشي على الأرض وهو المعنى الحقيقي لتجسيد أحكام القرآن الكريم وتطبيقها في الحياة العملية. وإذا كان معنى الحكمة في اللغة هي العلم مع العمل فنحن إذاً نحتاج إلى صناعة المعنى من المعلومة، فما زلنا في كثير من الأحيان نعتمد على التلقين والمحاكاة في طريقة تفكيرنا وأسلوب حياتنا وما علينا فعله حقا هو الانتقال من ضيق الأفق والتحول إلى الحنين للأشياء المعنوية .وأخيراالمعلومات مهمة وتمدنا بالقوة الضرورية التي نحتاجها اليوم لكنها لم تعد كافية، فنحن بحاجة إلى قدرات تساعدنا على النمو والتطور والبحث عن المعنى، عصرنا يتطلب أن نتعرف عليه ثم نتعلم كيف نتعامل معه كدُعاة ومربين ومفكرين ومديرين وكأجهزة تنظيمية ومؤسسات خيرية ودعوية وإنسانية .دمتم سالمين