17 أكتوبر 2025

تسجيل

العطاء الإبداعي

12 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تتضاعف أنشطة العطاء والإنفاق بحلول شهر رمضان المبارك بشكل لا يقارن بغيره من الأشهر على صعيد الأفراد أو المؤسسات والشركات الكبرى التي تكثف دعمها وعطاءها الاجتماعي للمنظمات والمؤسسات الخيرية والإنسانية التي تعمل في مجال مساعدة الفقراء والمحتاجين والأيتام وكبار السن وتحركها بذلك الحوافز الدينية مستجيبة لقيم المجتمع وممارساته التي تستلهم من تعاليم الإسلام الذي يحث على فرائض معينة في شهر رمضان كصدقة الفطر والزكاة ومساعدة الفقراء والمحتاجين، ونلحظ اليوم بالمقابل النمو السريع للقطاع الطوعي والخيري الذي يلعب دوراً عظيماً في تأدية العديد من الخدمات و خاصة بعد الكوارث المتلاحقة التي تصيب الدول الإسلامية والعالم بأسره ، وتؤدي هذه المؤسسات الخيرية والطوعية والمنظمات الإنسانية دورها كوسيط فاعل خاصة بعد أن نفضت كثير من الحكومات يدها من مهمة الإنفاق الاجتماعي تاركةً الميدان لهذه المنظمات ، الأمر الذى جعل العطاء ( الإنفاق ) يحتاج من الهيئات الخيرية وقياداتها كوسطاء للعطاء الاجتماعي مهمة مأسسة هذا العطاء خاصة في شهر رمضان والعمل على جعله أكثر استدامة وإنتاجية، من خلال الإبتكار والتخطيط لمشاريع أكثر ابداعا وتقديم مقترحات ملموسة تهدف من خلالها لتحقيق غايات عظمى ، وإلى تمكين الفئات المحتاجة ، وهذا بدوره يتطلب منها الكثير من العلم والتقصي والبحث. وفي نظرة مستقبيلة إلى فيما سيكون عليه العطاء والإنفاق في المستقبل وكيف يمكن للمؤسسات الخيرية أن تُكَوِّن فرصا جديدة لعطاء ابداعي تستفز وتحرك به جيلا جديدا من الممولين (جيل المستقبل) الذي لم تعد الأساليب التقليدية تجذبه للعطاء ، فلا بد من إضفاء سمة العصر على عطاء هذا الجيل بحيث نكون قادرين على صياغة عمل خيري وفق صورتهم الخاصة ، ومن خلال أساليب حياتهم الحديثة.نحتاج أن نفتح نافذة داخل المؤسسات التطوعية والمنظمات الخيرية والإنسانية وبين الراغبين بالعطاء والإحسان المادي أوالمعنوي تصل من خلالها هذه المؤسسات للمجتمع وتشرح من خلالها احتياجاتها ، فالمتبرعون في كثير من الأحيان يفتقرون إلى المعلومات الكافية عن المشاريع التي تطرحها المؤسسات ، وهل تسقط من حساب الضرائب أم لا ، وكم نسبة المؤسسة من قيمة التبرع الذي يقدمونه ، فعلى المؤسسات أن تكون أكثر شفافية مع المتبرع قبل وأثناء وبعد استلام عطائه ، وأحد الأساليب المهمة هو محاولة تمكين المتبرعين المهتمين والفاعلين من عمل لقاءات مباشرة مع ممثلي المنظمات الطوعية والخيرية يقدموا فيها أعمالهم وإنجازاتهم ويجيبوا من خلالها على استفساراتهم، هذه المهارة نحتاج أن تتواجد في قيادات العمل الخيري وأن تكون المعلومات والإحصائيات سنداً قوياً في مثل هذه اللقاءات فخطاب العاطفة دون العقل يحقق في كثير من الأحيان العطاء الإنساني الفوري لكن هذه الإستجابة الفورية قد لا تتكرر من قبل المتبرع ولا يمكنها أن تنقل المتبرع إلى حيز الشراكة والأمان والثقة ، فهناك حاجة عملية هائلة للمعلومات الكافيه والدقيقة عن الخدمات والمصادر المتاحة التي تقدمها هذه المنظمات وبكل شفافية.نطمح إلى نوع من العطاء الإبداعي يكون أكثر استدامة ، وأطول مشاركة داخل نسيج المجتمع المحلي أو العالمي سواء من خلال العطاء المباشر الذي يستلزم اصطحاب المتبرع أو الجهة الداعمة للوقوف على تفاصيل المشروع ومتابعة خطوات انجازه مع المنفذين في الجهة الخيرية ، أو عن طريق العطاء بالوكالة من خلال المؤسسة والذي يتطلب من ممثلي هذه المؤسسات أن يتخذوا قراراتهم بمسؤولية عالية وأن يوضحوا خططهم وخطوات عملهم للمتبرع وكيفية مساهمتهم في تنمية البلدان التي يستهدفونها بشكل مستمر.وهذا يعني وضع ميثاق اجتماعي جديد بين المتبرع والمنظمات الخيرية والطوعية تتعهد بموجبه الأخيرة بالإجابة عن السؤال الذي يتكرر في بال كثير من المتبرعين كأفراد أو شركات ؛ وهو كيف وأين وإلى أي جهة يرسلون تبرعاتهم ولماذا هذه الجهة دون غيرها ، كما يمكنها أن تعلن للمهتم الجاد وغير المهتم بكل التفاصيل. فمن منا لا يريد أن يخلد ذكرى والديه بصدقة جارية أو بمسجد يُرفع فيه صوت الأذان لخمس صلوات في اليوم ، ومن منا لا يريد أن يترك بعض الأثر الذي يُنتفع به من بعده إذا فارق الحياة يوما ما ، ولكن قليلا هم الذين يدركون حقيقة فن العطاء ، وهناك الكثير ممن لا يدرون ما يفعلون بعطيتهم الكبيرة ، فالمجالات كثيرة وأبواب الإنفاق متنوعة وعلينا أن نختار أجودها لصدقتنا ، ونصيحتي لمن يبحثون بجدية عن كيفية المشاركة في البذل من أجل الإنسانية لمجتمعاتهم أو خارجها بإختيار المنظمة التي تضمن لك الأمان وتشعرك بإنك شريكها الحقيقي في العطاء ، وعليك أن تختار المشروع الهادف الذي يمكنك من ترك بصمتك في عالم الخير في الدنيا ، و يضمن لك الأجر والثواب عند الله ، فكلما اجتهدت في فهم طلبات المساعدة بذكاء كلما كنت قادرا على تحري واختيار الأنسب لعطائك لإنه ببساطة طريقة العطاء في كثير من الأحيان هي أفضل مما نعطي.وبعيدا عن علاقة العطاء بالمال ، وبدفتر الشيكات فصيغ العطاء من أجل الإنسانية متنوعة ودلت عليها شريعتنا الإسلامية وأكدت على فضلها ، فالكف عن عرض أخيك في غيبته عطاء ، والتماس العذر للآخرين وصرف سوء الظن عنهم عطاء ، والعفو عند المقدرة عطاء ، والدعاء لأخيك بظهر الغيب عطاء.وأخيرا :أبسط أنواع العطاء أن تبتسم بوجه أخيك دمتم سالمين