المجلس البلدي وتفعيل دوره في دورته الجديدة

رغم عدم مشاركتي للانتخابات هذا العام بسبب ظروف غيابي عن البلاد، إلا أنني قد سعدت جداً بفوز سيدتين في هذه الانتخابات البلدية وبكل جدارة لتثبت لنا الأيام أن المرأة القطرية قادرة على خوض مثل هذا التنافس الشريف في العملية الانتخابية، وأنها قد فازت للثقة التي منحها إياها من قام بانتخابها وقدرتها على العمل في مجال نهضة المنطقة التي تمثلها رغم العدد الكبير من الرجال الذين تنافسوا معها في نفس المناطق وكان لهم من الداعمين الكثير. وقد أثبتت الأخت شيخة الجفيري أنها استطاعت إنجاز العديد من التوقعات والوعود التي قدمتها في حملاتها الانتخابية السابقة ولا شك أنها ستحاول في السنوات الأربع القادمة أن تعطي الكثير من تلك الإنجازات في المناطق التابعة لها، وستحاول من خلال مناقشتها للعديد من مشاكل تلك المناطق أن تجد الحلول وتقدم الاقتراحات لمزيد من التطوير فيها.ويسعدني أن أهنئ الأخت فاطمة الكواري على مواصلة الترشح للمرة الثانية وفوزها في المناطق التابعة لها، ومما لا شك فيه أنها ستبذل جهدها في أن تعطي ما لديها من أفكار واقتراحات حتى تحقق ولو جزءا بسيطا من وعودها وبرنامجها الانتخابي.كما نهنئ جميع من فاز في هذه الانتخابات التي للأسف أصبحت تفقد قيمتها شيئاً فشيئاً، وهذا يتضح من ضعف الإقبال على الانتخاب هذا العام وذلك كما يقول بعض المتابعين للانتخابات لضعف تأثير المجلس البلدي، وصلاحياته المحدودة، وعدم تمتعه بسلطة حقيقية، إذ لا تتعدى سلطاته إصدار التوصيات غير الملزمة، بالإضافة إلى أن المجلس البلدي تحول على مدى السنوات الماضية إلى مجرد صورة وهيئة بلا فعالية وبلا صلاحيات حقيقية، ولم يستطع الوفاء ولو ببعض الوعود التي قطعها المرشحون في وقت الانتخابات للمواطنين، وعدم ثقة المواطن بالمرشح الذي تختفي صورته بعد النجاح ولا يسمع أهل الحي صوته ولا يمكنهم الاتصال به، لعدم وجود مقر للعضو يلتقي فيه مع أهل المنطقة ليبحث معهم مشاكلهم، ولا يكون لدى أهالي المنطقة أي علم عن قرارات المجلس ولا عن الإنجازات التي قام بها العضو، وهنا بلا شك أضعف صورة عضو المجلس البلدي، وشعر المواطن بألا طائل من الانتخاب لأي عضو مما دفع العديد من المواطنين إلى عدم التصويت ومقاطعة الانتخابات، لضعف الثقة بقدرة المجلس على التأثير والتغيير.ونأمل أن تكون هذه الدورة الجديدة للمجلس دورة مختلفة فعالة، تتاح فيها الفرصة لمشاركة بعض أهالي المناطق في حضور بعض جلسات المجلس، والتعرف على اقتراحات العضو، بالإضافة إلى أهمية أن تعطي الدولة مزيدا من الصلاحيات لهذا المجلس حتى يزداد تأثيره والثقة به.