13 سبتمبر 2025

تسجيل

مبادرة خليجية لانقاذ ليبيا

24 مايو 2014

مع الأسف فإنه وبعد ان حقق الليبيون ثورتهم، التي ارادوا من خلالها ان يقرروا مصير وجودهم في دولة مؤسسات ذات أسس ديمقراطية، تعطي العدالة والأمن لكل الليبيين من دون تمييز، تعيش الشقيقة ليبيا أوضاعا صعبة تهدد أمن واستقرار ووحدة أراضيها، وتضرب تماسك وصلابة وحدتهم الوطنية، التي تجلت بأروع صورها اثناء ثورتهم على النظام السابق. فالسياسيون وزعماء القبائل وفصائل من الجيش ومجموعات من الثوار، كلهم يتصارعون حول شيء واحد وهو: ان يكون كل واحد منهم هو حاكم ليبيا، لأنه يعتقد بأنه الوحيد الذي قدم التضحيات وقاد الثورة. هذا المفهوم الخاطئ يجب ان يصحح ليكون مفهوم تحقيق الأمن والاستقرار لليبيا وجمع الليبيين وتوحيدهم، هو المفهوم السائد لدى كل هؤلاء الفرقاء.ومع الأسف فلا الاتحاد الافريقي ولا الجامعة العربية، قاما بدورهما في التوسط ومحاولة لملمة شتات وفرقة الليبيين. ولكن هناك أمل بالله ثم بالمنظومة الخليجية في القيام بمبادرة ومصالحة وطنية، تجمع السياسيين والعسكر والقبائل والثوار حول كلمة سواء، تحقن دماء الليبيين وتحقق الأمن وبناء دولة مؤسسات. وللمنظومة الخليجية سواء بشكل جماعي أو بشكل فردي تاريخ مشرف بالوساطات. فقطر لديها سجل حافل بالمبادرات ونشر ثقافة المصالحة والسلام بين الدول والشعوب. والكويت لها تاريخ دبلوماسي كبير بهذا الشأن. كذلك سلطنة عمان وسياستها في تهدئة الأمور وقت الأزمات. وللسعودية احترام وتقبل بين الدول وتقدير مبادراتها.ولهذا، فإن المسؤولية القومية والإنسانية تحتم على المنظومة الخليجية القيام بدور ما في وقف نزيف الدم بين الليبيين، ومحاولة جمعهم على طاولة الحوار والمصالحة. ويمكن ان يكون لقطر مدعومة وممثلة لدول الخليج، دورا بهذا الخصوص، لما تمتلكه من مصداقية وتقبل لدي الليبيين، نظرا لدورها المساند لهم اثناء الثورة.