01 نوفمبر 2025

تسجيل

راحت السكرة وجاءت الفكرة

24 أبريل 2022

الحمد لله والشكر على ما أنعم الله علينا من نعمة الأمن والأمان في بلادنا قطر بفضل من الله عز وجل وفضل قيادتنا الحكيمة التي تلمس جراح مواطنيها ومن يعيش فيها وتعمل على مداواتها وعلاجها. قرارات حكيمة في صالح المواطن انتظرها طويلاً بسبب ظروف وباء كورونا، بالإضافة إلى قانون الكثير من أهل قطر ينتظرونه حتى يوسع على من ضاقت بهم الظروف المعيشية وخاصة من الآباء والأمهات رواد العمل ألا وهو قانون التقاعد والتأمينات الاجتماعية والتقاعد العسكري. لقد جاءت هذه القرارات والقوانين لتحل الكثير من العسرة المالية التي كان يمر بها المواطن، الذي يعتمد على راتبه من الدولة، ولا مصدر آخر له ليوفر الحياة الكريمة لأسرته، فالكثير من المصالح الخاصة به قد توقفت بسبب توقف المنح والتذاكر وغيرها التي كانت باباً وملجأ يسارع إليه لحل معضلة مالية أو ينهي عملاً بدأه. والآن بعدما تفضل صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وأصدر تلك القوانين والقرارات سوف تحل الكثير من الأمور وتتوسع على المواطن. ولكن لابد هنا ونحن نحصل على تلك النعمة أن نحاول صيانتها والحفاظ عليها وذلك بعدم الاستهلاك غير الرشيد لمواردنا المالية باقتناء أغلى السلع والتبذير في ما نملك وشراء ما ليست لنا به حاجة، فمثلا السلف التي تم فتحها للمواطن والتي قد لا يستثمرها بشكل جيد ويحصل عليها دون الحاجة إليها أو يطلبها لتلبية بعض الكماليات التي ليست له حاجة لها، فليس من المعقول أن يطلب أحدهم أو إحداهن السلفة لأجل سفر أو شراء شنطة بكل قيمة السلفة!، أو تبذيرها في ما لا يفيد وهم لا يدركون أن هذه السلف دين لابد من تسديده وليس منحة أو عطية أو مكافأة حتى لا ينقلها كيفما يريد دون أن يفكر ويستمهل ويستثمرها بما هو مفيد مشروع ما أو ادخار في بنك أو غير ذلك. كما لابد أن يفكر المتقاعد الذي سيحصل على مكافأة نهاية الخدمة أنها هي كل ما ادخره من عمله طوال السنوات الطوال في عمله، وهي جهده وعرفه فلابد من إدراك ذلك واستثمارها بشكل جيد ومعروف حتى لا يضيع جهد عمره كما فعل البعض للأسف وضاع كل شيء ليظل على معاش التقاعد الذي قد لا يكفيه أحيانًا. فالتفكير السليم في إدارة أموالنا مهما كانت كثيرة أو قليلة لا شك سوف يجنبنا الحاجة للمال ويوفر رصيداً نعتمد عليه في حياتنا، وإن كل ريال ننفقه لابد أن نعلم أين سيكون وكيف؟، لا أن نبعثر ما لدينا على كماليات وسلع تزغلل العيون من خلال الإعلانات ومشاهير وسائل التواصل الاجتماعي الذين أصبحت الغالبية من شبابنا وفتياتنا يقتدون بهم ويتابعونهم وأصبحوا القدوة والمثل للمستوى الراقي والكشخة كما يقولون، ومن هنا ننفق ما لدينا من مال لنظل بعد ذلك نعاني من ضيق اليد والحاجة، لأننا لم نفكر ونظل في واد آخر نعتقد أنه الطريق الصحيح. علينا شكر النعمة وحفظها حتى تدوم، ولابد أن نأخذ عبرة من دول كانت في نعمة وغنى لم تحفظ النعمة وصارت من الدول المحتاجة وعلينا أن نستمع لقول الله تعالى (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون)، فحفظ النعمة وسيلة لاستمرارها وإكثارها، وشكر الله تعالى على نعمه واجب لابد أن يقوم به كل إنسان فهو الرزاق والرازق، فالحمد لله حمداً كثيراً مباركاً طيباً.