11 سبتمبر 2025

تسجيل

بالأصل أم بالفعل؟

24 أبريل 2022

لسنا بمرآة أفعال، وليس قانوننا قانون المعاملة بالمثل، لن نقيس الحياة بدفتر رياضيات وآلة حاسبة، لنرفع الموازين قدر المستطاع، فإنها تقاس بالروح والقلب وبمقادير العطاء الذي هو تحت كفيك أو بمقدار ما تستطيع أن تحلق به بجناحيك وتطلقه، لا تنتظر عطاءً لتعطي، لا تنتظر تقديراً لتقدر ولا تنتظر ثناءً لتثني، تذكر أن البشر ليسوا بأرقام وأنك لست بمرآة عاكسة لأفعالهم، لن نبرر أفعالنا وأقوالنا على أنها بالمثل، بل إنها تنبع من ينابيع التصرفات والأفعال التي نتلقاها ونراها، لربما هي مجرد رد فعل، رد فعل عن ظلمة الطريق، أو لربما ببصيرة تقطع شعرة ما، وتُنفذ قدراتك على المجاملة فتختل بها بعض الموازين وتكسر بعض الأسقف الحديدية، التي لربما كانت خشبية بالأصل. هنا تتغير بعض الأمور بمقياس داخلي لا علاقة له بقانون نيوتن للفيزياء «كل فعل له رد فعل مساوٍ له بالمقدار ومعاكس له بالاتجاه»، فكيف إذا كانت الأمور تؤخذ بهذا المجرى؟ فما نهاية هذا الاتجاه وما نهاية مجرى نفسك إذا كنت أنت نفسك تعكس تصرفات استنكرتها في حينها، ما الفائدة؟ حقاً ما الفائدة؟. «خذ العفو وأمر بالمعروف واعرض عن الجاهلين»، ليس الأمر أن تكسب قلبا إنما هو أن تكسبك انت بحد ذاتك، فلا تعامل بالمثل ولا تجبر على المجاملة ولا تفرض التقبل، بل عامل بالأصل إن وجد فالأصل لا يقبل المثل.. وادفع بالتي هي أحسن. طالبة في جامعة قطر