14 أكتوبر 2025
تسجيلاشتريت مرة بضاعة من أحد المتاجر، ولم تناسبني البضاعة التي اشتريتها فقررت إعادتها، فعدت في اليوم التالي لإرجاع البضاعة واسترجاع المبلغ الذي دفعته، ولكن البائع لم يعجبه أن أرجع البضاعة، فقال لي إنه لن يستطيع إرجاع المبلغ، وعلل ذلك بأن النقود التي دفعتها بالأمس قد تم إيداعها في البنك، والبنك مغلق الآن! توقفت قليلاً لأفكر في الكلام الذي قاله البائع، فقلت له بأن يعطيني المبلغ من النقود الموجودة لديه الآن، فقال إن هذه النقود تخص أشخاصا آخرين، أما نقودي فهي بالبنك. فهددته باللجوء لإدارة حماية المستهلك، فقام بإرجاع المبلغ لي تحت هذا التهديد. لم أصدق كيف يمكن لشخص أن يرد بهذه الأسباب غير المنطقية، وهل يتوقع فعلاً أن يصدقه أحد. ولكن واقعياً.. نعم، فالناس تقتنع بسهولة حتى لو كانت الأسباب غبية وغير منطقية. قام أحد الباحثين بجامعة هارفارد بتجربة عملية، فقد ذهب لطابور لأشخاص ينتظرون دورهم لطباعة الأوراق، فذهب لأحدهم وقال لهم: عفواً، هل أستطيع أن أكون أمامك في الطابور، فوافق ٦٠٪ من الأشخاص على ذلك. ثم أعاد التجربة وهو يقول لهم: عفواً، هل يمكنني أن أكون أمامك لأنني أريد أن أطبع بعض الأوراق، فارتفعت نسبة الموافقة إلى ٩٣٪! فعلياً، فجميع من في الطابور يريدون أن يطبعوا الأوراق، فلا يوجد أي اختلاف بينه وبينهم، ولكن جرت عادة الناس ألا يفكروا في الأسباب المطروحة، فطالما هناك سبب، فستكون غالباً هناك استجابة، مهما كان السبب غير منطقي أو غير صحيح.لا تنخدع بهذه الحيلة النفسية، فعليك أن تفكر في السبب الذي قيل لك قبل أن تستجيب وتوافق على ما يطلبه منك الآخرون، فالكثير من الناس ينخدعون بسهولة. Twitter: khalid606