18 سبتمبر 2025
تسجيلأماكن ومرافق عديدة ومتنوعة في بلادنا الحبيبة تتميز بحسن التنظيم والتجهيز وتوافرالخدمات وسهولة الوصول وتلبية مطالب كافة أفراد الأسرة. هناك عناصر وافدة دأبت على إفساد تلك الأجواء وممارسة عادة مزعجة تحولت إلى ظاهرة مرفوضة تعكر علينا صفو الترويح عن النفس وطلب الاستجمام والتسلية مع الأهل والأولاد، أوحتى أثناء التسوق وتناول الطعام. وأعني بذلك ما تشيعه فئات وافدة من جلبة وضوضاء الموسيقى الصاخبة وما يصاحبها من غناء أشبه بالصراخ الجنوني على وقع إيقاعات مزعجة تصم الآذان وتهز الجدران فلا يكاد يسمع أحدنا صاحبه أو يفقه ما يقول، ونضطر للتعامل بالإشارات ورسائل الجوالات، منتظرين من يرحمنا بخفض إيقاعات الموسيقى الراجفة المشتتة للأذهان، ناهيكم عما يتردد عبرها من نعيق يحمل مضامين منكرة تتنافى مع قيمنا الأصيلة وثوابتنا الراسخة، فكيف لنا أن نمضي أوقاتا ماتعة أو نلبي حاجة لنا في أغلب المرافق والأماكن السياحية والتجارية، وتلك الممارسات تصدمنا دون استئذان؟ وقد تنفلت أعصاب أحدنا فيتصادم معهم أو يتعكر مزاجه فيسخط على أهله وعياله الذين أتوا للمتعة والترويح عن نفوسهم وقضاء أوقات بهيجة فيندمون ويعودون آسفين. وهل يذهب أحدنا منفردا أو بصحبةأفراد عائلته لتلك الوجهات كي يرغم على سماع ذلك الإزعاج المنفر لساعات متواصلة، وهل خرجنا من بيوتنا بقصد التراقص والمشاركة في حالات من الفوضى العارمة أو إقرار أولئك العابثين المزعجين على ما يصنعون؟!! علما بان درجة ارتفاع الأصوات المشار إليها قد تعادل أو تجاوز ما يصدر عن الملاهي الليلية والمراقص الساهرة في بعض البلدان الأجنبية. ونحن ما زلنا نتساءل: لماذا نسمح لأولئك المفسدين المزعجين بالاستمرار في تلك المخالفات الصريحة للدين والدستور والآداب العامة؟! وهل نجيزهم باستباحة مرافقنا واتخاذها مسرحا ينشرون من خلاله إزعاجهم وسلوكياتهم الدخيلة، وأين ذهبت الجهات المسؤولة عن ردع أولئك المستهترين المزعجين وهم يصرون على أفعالهم ويفرضون علينا صبغتهم الدخيلة في كل اتجاه؟!. وتجدر الإشارة إلى ما صدر عن منظمة الصحة العالمية بذلك الخصوص حيث تحث أماكن الترفيه على تهيئة الأجواء الهادئة لمرتاديها حفاظا على صحتهم النفسية والعضوية، واحتراما للحريات العامة. ولن أبالغ حين أقول إن أصوات الموسيقى الصاخبة والايقاعات المفزعة اتخذت مسارا أقرب إلى تعذيبنا وإخضاعنا لطمس هويتنا وثقافتنا واستبدالها بذاك النمط المستهجن من الأفكار والثقافات الوافدة. بل إن إخضاع الأشخاص لسماع الموسيقى الصاخبة المزعجة يستخدم كنوع من تعذيب الخارجين عن القانون والمجرمين داخل السجون، فما ذنبنا لكي يعرضنا المذنبون لذلك العقاب -الموسيقي- ونحن الأبرياء وهم المخالفون الخارجون عن القانون؟!!.