19 سبتمبر 2025
تسجيلبفضل من الله العلي القدير ثم بحكمة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه طُويت صفحة أليمة عايشناها على مدى 25 شهراً و20 يوماً فترة أسر الـ 25 قطرياً في العراق، وذلك بعد محادثات وجهود مضنية وشاقة قام بها المسؤولون القطريون وبرعاية كريمة ومتواصلة من سمو الأمير لإرجاعهم سالمين لأرض الوطن في أقرب وقت.ورغم أن هذه القضية جاءت في أوقات عصيبة تمر بها المنطقة ولاسيما العراق الذي يعاني من الهيمنة الإيرانية وما واكبها من انعدام أمن وتفش للجريمة وإطلاق العنان للمنظمات والمليشيات الإرهابية واتساع دائرة نفوذ داعش بسبب الفراغ الأمني الذي يتربص بكامل الدولة العراقية، بالرغم من كل هذه الظروف فإن الدبلوماسية القطرية ومساعيها لحل هذه الأزمة لم تتأثر بالعراقيل والابتزازات التي مورست ضد إنهاء هذا الملف وإيجاد حل نهائي لهذه القضية التي تعاطف معها العالم بأسره كون أن هؤلاء المخطوفين شكلوا للخاطفين ورقة ابتزاز ومساومة بيد أسيادهم لاستخدامها متى ما شاءوا وأينما أرادوا !!ولعل سعة صدر قيادتنا الحكيمة وإيمانها العميق بأن مثل هذه القضية لا تُعالج إلا بالحكمة والروية يدعمها ما تتمتع به قطر من علاقات متينة ومتميزة مع جميع الدول بما فيها الدول التي تتعارض أفكارها ورؤيتها وسياساتها مع السياسة القطرية، وهو الأمر الذي شكّل ضغطاً كبيراً على من يرعى ويدعم هذه العصابة ويوجهها إلى تنفيذ عملياتها الإرهابية في حق المدنيين، ناهيك عن الفوضى والجرائم التي يمارسونها في مدن وقرى العراق الشقيق!!وكما أثبتت قطر أنها رقم صعب في الوساطات بين الدول المتخاصمة والقبائل المتناحرة كما هو الحال بين جيبوتي وإرتيريا وأيضاً اتفاقية دارفور التي استمرت لسنوات جنّبت فيها الدارفوريين خطر المجاعة وويلات الحرب، والصلح بين حركتي فتح وحماس، وأيضاً اتفاق الدوحة 2008 الذي جمع كامل الفصائل اللبنانية على أرض الدوحة وأُبرمت اتفاقية سلام شاملة أزاحت عن لبنان مخاوف اندلاع حرب لا هوادة لها، وأيضاً نجاحها في نهاية عام 2015 في إطلاق سراح الجنود اللبنانيين الأسرى لدى جبهة النصرة بعد مفاوضات شاقة وطويلة استمرت لـ 14 شهراً، وغيرها العديد من المصالحات التي جعلت من قطر قبلةً لإتمام الاتفاقيات وإنهاء الخلافات، كل هذه المصالحات والمفاوضات انطلقت من إيمان قطر بأن دورها الإنساني والدولي وتعاطيها للأمن والسلم الدوليين وقناعتها بأن دور كل دولة في العالم وبمنطلق أخلاقياتها وإنسانيتها يُحتّم عليها أن تكون لها مساهمة فعّالة في دعم الدول والشعوب المنكوبة التي تعاني من خطر الحروب والفساد .هذه القناعات المتأصلة في وجدان وضمير هذا الوطن يشفع له بأن يكون على مسافة واحدة من جميع دول العالم لاسيما وأن تعاطيه مع كل القضايا والنزاعات الإقليمية والدولية يتعامل معها بنفس المبادئ التي آمن بها منذ نشأته حتى لو كان ثمنها غاليا ويتطلب بذل التضحيات، وأزعم بأن قضية مختطفينا في العراق مورس ضدها العديد من أساليب الابتزاز والضغط والانتهازية ولكنها اصطدمت بجدار من فولاذ وتمكنّا بفضل حكمة وحنكة سمو الأمير من تجاوزها بنجاح يُحسب لقطر ويُضاف لرصيدها من الإنجازات على المستويين الإقليمي والدولي. فاصلة أخيرةلن نركع ولن نتخلى عن مبادئنا مهما مورست ضدنا كل وسائل الابتزاز والتهديد والمساومة، فنحن ببساطة شعبٌ أبي لا يُقهر.. هكذا تربينا وسنبقى شامخين تحت راية راعي نهضتنا تميم.