10 سبتمبر 2025

تسجيل

قضايا تربوية .. تحديث المنظومة التعليمية

24 أبريل 2016

لا شك أن التعليم فى أى دولة هو الأساس الذى يبنى عليه التقدم والتنمية .. وهو ما يجمع عليه خبراء التنمية فى جميع أنحاء العالم وفى شتى مناحى المعرفة .. وقد إتفق الجميع – بعبارة أخرى – على أن إصلاح التعليم هو اللبنة الأولى فى طريق إصلاح المجتمع وتحقيق التنمية الشاملة . والمقصود بالتنمية الشاملة هنا جميع مجالات التنمية الإقتصادية والسياسية ويواكبهما تحديث المنظومة الثقافية .. ولكن تحديث المنظومة التعليمية تأتى فى المقام الأول لأنها الأساس الذى يبنى عليه كل شئ .. وهذا معناه إستثمار الثروة البشرية قبل إستثمار باقى الثروات المادية والطبيعية المتوافره فى الأوطان وذلك بزيادة نسبة الإنفاق على التعليم فى الميزانية العامة للدول بما يتناسب مع المعدلات العالمية فى هذا الصدد.. ومن البديهى أن يبدأ الإصلاح من بداية المنظومة التعليمية وهو التعليم الأساسى .. وهذا الأمر يتطلب أن تكون النقاط التالية موضع إعتبارنا : - وجود خطط واضحة للتطوير يعكف على وضعها علماء التربية والتعليم وأساتذة كليات التربية .. ويكون كل من له علاقة بالتعليم ملزما بتنفيذ هذه الخطط بصرف النظر عن الأشخاص الذين يقومون بالتنفيذ بما فى ذلك الوزراء ومساعديهم ومستشاريهم .. وعدم تغيير المسار التنفيذى بتغير الأشخاص وهو النهج الذى يكاد يكون سائدا فى دولنا العربية . - ضرورة أن يكون هناك برنامج زمنى محدد لتنفيذ هذه الخطط وأن يكون ذلك معروفا للجميع ومعلنا عنه بكافة الوسائل المتعارف عليها بما فى ذلك الإعلام والمواقع المختلفة للوزارة والإدارات التعليمية على الإنترنت ووسائل الإتصال الكثيرة والتى باتت فى متناول جميع الناس على مختلف أطيافهم . - العمل على ترسيخ التهيئة النفسية وقبول تجديد الفكر لدى المستهدفين من هذه الخطط وذلك بغرض إعادة بناء الإنسان الحضارى الفاعل والمنتج فى مجتمعه وهو أمر ليس بالهين على الإطلاق إذ يتطلب ذلك إزالة الركام السلبى الذى لحق بالعقول العاملة فى المجال والعمل التدريجى على بناء فكر أحدث وأنفع لجميع الأطراف . - ومن البديهى أن هؤلاء العلماء والخبراء بما لديهم من خبرات كبيرة وإنفتاح على ما يدور فى جميع دول العالم فى هذا المجال نتيجة دراستهم فى بعض الدول أو زيارتهم للعمل أو الدراسة أو على الأقل المشاركة فى المؤتمرات والفعاليات التربوية المختلفة سيأخذون فى إعتبارهم تجارب هذه الدول الأخرى والإستفادة منها بشتى الطرق .. وقد يكون ذلك بطرق شتى سنأتى إليها لاحقا . - ولا شك أن من سيُناط بهم الإضطلاع بوضع خطط التطوير سيأخذون على عاتقهم تقديم أكثر المناهج التعليمية تطورا وسبل هذا التقدم والإرتقاء وفى مقدمتها بطبيعة الحال تكنولوجيا التعليم الحديثة والوسائل التعليمية الأخرى وغيرها من متطلبات نجاح العملية التعليمية . - وسيكون قياس قدرات الطالب المختلفة وأسلوب وضع الإمتحانات من بين أولويات التطوير المنشود ضمانا لتنمية شخصية الطالب بعد التأكد من قدرته على البحث والحوار وتنمية شخصيته بإعطاء المستهدفين مساحة أكبر لتنمية مهارات البحث لديهم .. وهذا الأمر لن يجعلهم يغفلون مبادئ التعليم التقليدية التى يتعلم فيها الطلاب لغتهم القومية ومبادئ العلوم والرياضيات .. إلى جانب – وهذا من الأهمية بمكان– الإهتمام بالدين والتركيز على التربية القومية المتمثلة فى حب الأوطان وغيرها من الأساسيات التى لا غنى عنها لتنشئة مواطن صالح . ولكن ما هو دور المعلم والمدرسة ذاتها فى منظومة التحديث المنشودة ؟ هذا ما سنتناوله فى مقالاتنا القادمة .. فإلى اللقاء بحول الله .