14 سبتمبر 2025

تسجيل

اتفاق المناخ ووعود بطيئة للتطبيق

24 أبريل 2016

بات الوضع الراهن للمناخ أكثر إلحاحا للبدء في تطبيق حلول قابلة للتكيف مع المتغيرات، في ظل تداعيات سريعة للكوكب من احترار وجفاف وتصحر وتراجع الغطاء النباتي وذوبان ثلوج.فالاتفاقات الدولية أخذت الكثير من الوقت في المباحثات للاتفاق على خفض حرارة الكوكب إلى أقل من درجتين مئويتين وهذا بحلول ٢٠٣٠، إلا أن المساعي استغرقت السنوات العشر الأخيرة، ولم يعد بالإمكان الانتظار للمزيد من الوقت.ومؤخرًا، اتفقت حوالي ١٧٥ دولة في باريس حول المناخ، يهدف إلى مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، وهو خطوة فاعلة إلزامية للدول في تنفيذ وعودها لخفض انبعاثات الغازات.في رأيي أن الوضع الراهن للتغير المناخي يتطلب معالجة أكثر موضوعية، وأعني بها آليات تنفيذ فاعلة وسريعة، مثل تشكيل فرق عمل قارية لدراسة ما عليه المناخ في كل قارة، وما آلت إليه خطى العمل التي انتهجتها كل دولة، والخروج بتوصيات جديدة حول تأثيرات المناخ في السنوات الأخيرة، والاستعانة بمجموعات ضغط مساندة لدعم المناخ مثل الجمعيات البيئية الدولية ومراكز الرصد والشباب لدفع الدول إلى الالتزام باتفاق باريس.والتأثيرات المناخية قد تكون أكثر شدة هذا العام ونحن على أعتاب فصل الصيف، بسبب تفاقم النزوح البشري من مناطق منكوبة إلى دول عديدة، والهجرة السكانية تعمل على اختلال توازن البيئة في الكوكب، وانتشار الأمراض وتردي الأوضاع الصحية في عدد من الدول، وتردي الأوضاع الإنسانية والاجتماعية في مناطق الصراع بالشرق الأوسط، وتراجع الاقتصاد والإنتاج بمختلف صوره، ألقى بأعباء جمة على طبيعة الكوكب.أضف إلى ذلك حرائق الغابات والبراكين والعواصف الرملية والتلوث الصناعي والبشري والاستخدام البشري المفرط للصناعة، ومخلفات الحروب والأسلحة والضحايا.. وغياب معالم السلم التي لم تترك لكوكبنا فرصة للتنفس. ورغم الجهود الدولية المعززة للبيئة، وشروع الكثير من الدول في بناء مدن خضراء ذات تقنية عالية، واتباع نهج الترشيد في الطاقة والاقتصاد، ومحاولات بناءة لتنفيذ مخططات للطاقة الشمسية ومشروعات لتوليد الكهرباء منها، إلا أن هذه المشاريع القائمة بالفعل لا تزال بطيئة، فيما التغير المناخي سريع وتأثيره آخذ في الارتفاع.وفي رؤية أكثر قربا من منطقة الخليج، فإن دول مجلس التعاون شرعت في رسم إستراتيجيات بعيدة المدى للاستفادة من الزخم الحراري للأرض، وهي في الوقت ذاته ساعية بجهود دؤوبة لتفعيل اتفاق باريس.