17 سبتمبر 2025
تسجيلفي احتفالاتنا باليوم الوطني أستذكر خطاب معلم البشرية رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم لمكة: "ما أطيبك من بلد، وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ماسكنت غيرك"، خطاب تتجلى فيه أصدق المعاني وتتحرك فيه الأفئدة والمشاعر.. إذن حب الوطن واجب شرعي وديني وأخلاقي فحب الوطن يجب أن يترجم إلى واقع والى أفعال تؤكد هذا الحب وذلك الانتماء، فالكثير من الإنجازات التي حققها هذا الوطن الغالي الذي نعتز بمؤشرات التطور المتسارع في كافة الميادين والمجالات، نابع من مقولة والدنا وقائدنا سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني: "سنتابع بإذن الله الطريق لتطوير مؤسسات الدولة السياسية والاقتصادية والإدارية والاجتماعية، واضعين بذلك الأسس المتينة لانطلاقة كبرى في شتى الميادين"، ونشهد بأنك قلت فصدقت، ووعدت وفعلت، وعليه نعاهدك بأننا سوف نمضي قدما في تحقيق المزيد منها، فقد ساهمت الهامات الشامخة والنفوس الطيبة والعقول النيرة من أبناء هذا الوطن بحركة التطور والتنمية والعمران، برعايتك الكريمة والحانية حتى أصبحت قطر في ظل الجهود الكبيرة التي تبذل محط أنظار المجتمع الدولي، نظراً لما تحرزه من تقدم في الصعيد الداخلي يتعلق بتطوير الإنسان وخدمة المجتمع القطري، بالإضافة إلى تطوير وتنمية العلاقات الدولية المتميزة التي تربط قطر مع دول العالم، والتي تقوم على الاحترام المتبادل، ونشر السلام والأمن. لكن ومع كل هذه الجهود مازال هناك الكثير الذي لم يقدم بعد، هناك الكثير من المجالات التي لابد من العمل على تطويرها كوسيلة للتعبير عن الحب والولاء والانتماء لهذا الوطن، فهذا الحب لا يعبر عنه بالكلمات فقط، ولكن ينبغي أن يعبر عنه بالنية الصادقة والسلوكات الهادفة إلى تطوير وتنمية جميع المجالات التي مازالت تعاني من نقص أو تخلف في بعض جوانبها. فالمدير المحب لوطنه ينبغي عليه أن يسعى جاهداً إلى ترسيخ ثقافة التطور والإبداع وقيمة احترام الإنسان باعتبارها مفردة حضارية راقية في الثقافة المجتمعية وفي التركيبة الحضارية للمجتمع القطري، وكما يمكن للمعلم أن يعبر عن حبه من خلال حرصه على تطوير مفاهيم الطلبة ووعيهم لإبداعاتهم الشخصية المصاحبة لتطوير هويتهم الخاصة، وتمكينهم من أن يصبحوا مبدعين يتمكنون من خدمة قطر، والطالب المحب لوطنه ينبغي عليه أن يكون حريصاً على تعلم المعارف المختلفة، واكتساب المهارات الإبداعية والدافعية الذاتية ليحقق النجاح في حياته ويساهم في صناعة مستقبل قطر. وهكذا لكل مواطن قطري دوره وأهميته في التعبير عن حبه لهذا الوطن، من خلال الدور الذي يمارسه، أو الوظيفة التي يعمل بها. وبذلك نحقق المزيد من التطور والإنجاز، وأعاد الله علينا جميعا هذا اليوم وقطر تشهد مزيداً من التقدم والرخاء. وقفة: كلنا سوف نشارك باحتفاليات اليوم الوطني للتعبير عن حبنا لهذا الوطن، وعليه واجبنا التقيد بالأنظمة والقوانين وأخلاقيات المواطن القطري وفق سلوكيات حضارية، لتكتمل فرحتنا دون حوادث أو إزعاج الآخرين بالتصرفات غير المقبولة، فتصرفاتنا تعبر عن حب الوطن.