11 سبتمبر 2025
تسجيلإن المهتم والمطلع على واقع المجتمعات العربية ومن يتابع التقارير والدراسات التي أجريت في السنوات الماضية عن واقع القراءة وتأثيراتها يدرك التراجع الذي تشهده القراءة في كافة البلدان العربية، والجدير بالذكر ان متوسط قراءة المواطن العربي يقارب نصف صفحة في العام مقابل 11 كتاباً للأمريكي منذ عشرات السنين. وباعتقادي يرجع السبب إلى عدم اكتساب عادة القراءة في الصغر من قبل الوالدين أو لم يكن هناك التخطيط الموجه من قبل المؤسسات التعليمية، فالقراءة عادة مكتسبة تحتاج لتشجيع من قبل الآباء والمربين ومن وجهة نظري أننا لسنا بحاجة إلى مؤتمرات ومعارض ثقافية بقدر حاجتنا إلى جعل القراءة تربية ونموذجا إن أردنا أن يكون لنا دور في زمن العولمة والاقتصاد المعرفي وكذلك الهيمنة والغزو الثقافي الغربي. ومن هنا تأتي أهمية القراءة واقتناء الكتاب لتشكل رافدا لتطوير المعرفة لمقاومة تيار التخلف والتبعية. وبالرجوع إلى الأبحاث والدراسات ذات العلاقة يظهر لنا أن معدلات القراءة في الوطن العربي أصبحت محل قلق المنظمات الدولية وللنخبة المثقفة، فقد جاء في تقرير منظمة اليونسكو لعام 2003م ان معدلات المعرفة في الوطن العربي وصلت إلى أقل معدلاتها على مستوى قيمتها وما تحتويه من معلومات ذات قيمة معرفية. وهو ما يؤكد أن المعرفة تراجعت إلى درجة من الانحدار الواضح والملحوظ مما يعد جزءا من الضعف الحضاري للأمة على الرغم من المؤتمرات ومعارض الكتاب التي تعد أحيانا ضمن زاوية الاحتفاظ بالكتب دون إطلاع ومعرفة. إن أطفالنا أساس لتشكيل المستقبل وبنائه وهذا يتطلب منا تخطيطا وإعدادا جيدا لأجيالنا ليسهموا في بناء وتطوير بلادنا بأسلوب نموذجي مثالي، ومن هنا جاء الاهتمام بثقافة الطفل والتركيز على العلم والمعرفة والأخلاق ولتحقيق كل ذلك لابد من غرس وتشجيع أطفالنا لفكرة وجود الصديق وهو (الكتاب) وهذا يساعد أبناءنا على تفجير طاقاتهم الإبداعية الكامنة. وإذ لم ننجح كقادة وتربويين في دفع طلابنا إلى القراءة ونحن نملك في وطننا الحبيب منظومة تعليمية تتوافر فيها جميع المتغيرات المؤثرة والإيجابية في التعليم من أهداف ومحتوى التعليم، والجودة، واللغة، والأبنية المدرسية، والمعلم، والطلاب، والبيئة المدرسية والهوية فسوف تكون مخرجاتنا (أمية المتعلمين) وهي الأخطر باعتبارهم أنصاف متعلمين فأغلبهم لا يقرأ كتابا إلا مرة في السنة في أحسن الأحوال، وأحيانا لا يقرأون أبدا (أمة أقرأ لا تقرأ). فلسفتي: كلمات تفتح الأبواب المغلقة.