13 سبتمبر 2025

تسجيل

متابعة الطلبة في الحافلة المدرسية عملية تعليمية أم خدمية؟

24 أبريل 2014

بمقدار ما تسر نظري عملية ركوب الطلاب في الحافلة بعد يوم شاق في المدرسة، فإنه يسوؤني كثيرا منظر كراسي الحافلة وهي ممزقة، أو مدمرة من كثرة الكتابة عليها، إذ بعد تفقدي لهذه الكراسي ألاحظ العديد من الأمور التي تثير في نفسي الكثير من الانزعاج من عدم النظافة والكراسي الممزقة وتناثر النفايات الذي يدل على عدم الوعي بقيمة الممتلكات العامة، بالإضافة إلى المشاجرات والعدوانية والتدافع والعنف وغيرها من المشكلات. وهنا أتساءل من المسئول عن هذا المنظر، وهل هذا سلوك طالب واحد أم أن جميع الطلاب يميلون إلى ممارسة هذه السلوكيات، وما هو دور المدرسة في الحد من هذه الظاهرة؟. من هنا أؤكد على ضرورة الاستمرار في تزويد الطالب بالأدوات المعرفية والسلوكية التي تساعده على التفاعل بنجاح مع مواقف الحياة: من صعود الحافلة، والتعامل مع الزملاء في الحافلة، وتحية السائق وغيرها، كما لابد من تزويد مشرفة الحافلة بالقدرات التي تمكنها من السيطرة على المشكلات التي تواجه الطلبة، بل والعمل على جعل عملية التعلم تستمر أثناء نقل الطلبة إلى بيوتهم، باعتبار أن عملية التعلم هي عملية مستمرة، لذلك لابد من العمل على حث الطلبة على التعلم مدى الحياة وإكسابهم المعرفة من أجل الاستخدام في جميع المواقف الحياتية، ومن بينها ركوب الحافلة، وليس من أجل الاختبار والتحصيل الأكاديمي فقط. وحتى نتمكن من نقل عملية التعلم إلى الحافلة لابد من استقطاب كوادر من المجتمع القطري، وذلك من خلال السماح باستحداث وظيفة مرشد تربوي للحافلة، إذ يتم استقطاب هذه الفئة ممن يحملن الدراية والخبرة التربوية، ويتم إعداد حقائب أشبه ما تكون بمنهاج موزع على أيام السنة الدراسية، وذلك في ضوء خطة استراتيجية هادفة للتعامل مع سلوك الطلبة أثناء نقلهم من وإلى المدرسة، حيث يتم التدريب على تنفيذ الأنشطة بما يضمن تفاعل الطلبة في الحافلة. والجدير بالذكر أن توظيف وممارسة خطة استراتيجية من هذا النوع يتطلب من جميع المسؤولين في المدارس أن يكونوا على وعي كامل بما يدور في تلك المدارس، وأن يمتلكوا معرفة دقيقة ومنظمة لواقع المدخلات من طلبة ومعلمين وإداريين ومشرفين، ومجمل العمليات التي تتمثل في التخطيط والتنظيم والتنفيذ والتعلم واتخاذ القرارات التربوية، وموجودات المدارس المتمثلة في الموارد المادية والبشرية والإمكانات التكنولوجية، وتوقعات وطموحات المستفيدين والمجتمع. وبذلك نحقق أعل