28 أكتوبر 2025
تسجيليواجه ذوو الإعاقة صعوبات كثيرة تحول دون ممارستهم لمهارات الحياة اليومية، وذلك نتيجة فقدان قدرة أو أكثر، ولكن كان لتوجيهات سمو الشيخة موزا بنت ناصر في مجال رعاية ذوي الإعاقات الأثر الأكبر في تمكين وتطوير قدراتهم ودمجهم اجتماعياً، وفي السنوات الأخيرة شهدت قطر اهتماماً متزايداً برعاية الأطفال المعاقين، وإكسابهم المهارات اللازمة التي تمكنهم من ممارسة دورهم في المجتمع بفاعلية. ومما لا شكل فيه أن العلاقات الداعمة مع الأهل والأصدقاء والمعلمين وغيرهم من الأفراد المحيطين بالطالب من ذوي الإعاقة تؤثر في نموه الاجتماعي الانفعالي، وتقبل الـذات، ومن ملاحظاتي الشخصية أثناء فترة عملي مع المكفوفين في معهد النور، أن الأنشطة والخبرات التربوية تساعد في اكتساب الأطفال المعوقين بصرياً للمهارات الحياتية التي تلعب دوراً بارزاً في حياتهم، وبالتالي يأتي نجاح الطفل في ممارسة المهارات الحياتية في مختلف المواقف ليشعر الطفل بالفخر والثقة والاعتزاز بالنفس عندما يؤدي عملاً من الأعمال بنجاح. ورغم الدور الفاعل الذي يقدمه المجلس الأعلى في تعلم الطفل المعوق المهارات والمعارف التي تساعده على التعلم والتكيّف بطريقة مناسبة، وما تم انجازه مع الأسرة القطرية التي لديها طفل معوق من تنمية قدرة هذه الأسرة على التفاعل مع طفلها من جهة، وتفاعل المعلم والأطفال الآخرين معه في البيئة المدرسية من جهة أخرى. رغم هذه الجهود مازلنا بحاجة إلى رؤية استراتيجية للقرارات الرئيسية التي تتعلق بهذه الفئة والتي يمكن أن تساهم في تحقق الرعاية وفق بيئة اجتماعية تعليمية تتكامل فيها جميع الخدمات والتي يطلق عليها مصطلح (المدرسة الشاملة)، فالأفراد المعوقون كغيرهم من أفراد المجتمع لهم الحق في الحياة وفي النمو بأقصى ما تمكنهم به قدراتهم وطاقاتهم. كما لابد من العمل على تغيير النظرة المجتمعية إلى هؤلاء الأفراد بحيث تتحول من اعتبارهم عالة اقتصادية إلى النظر إليهم كجزء من الثروة البشرية في المجتمع القطري، الأمر الذي يحتم علينا جميعا تنمية هذه الثروة والاستفادة منها إلى أقصى حد ممكن حتى يمكن تحويلها إلى طاقة منتجة تفيد نفسها ومجتمعها الذي تندمج معه بكل طاقاتها. فلسفتي "كلمات تفتح الأبواب المغلقة"..