لائحة موظفي المدارس المستقلة بين الواقع والطموح

لقد جاءت لائحة موظفي المدارس المستقلة مخيبة للآمال، فيها الكثير من الثغرات الإدارية والفنية وتفتقر إلى توافر عناصر الإدارة الفعالة، والتخطيط الاستراتيجي للموارد المالية وغيرها من الأنشطة الداعمة، فقد كان الهدف من وضع هذه اللائحة تحفيز المعلمين القطريين للعمل في المدارس المستقلة، بهدف إعداد وتأهيل الطالب الذي هو الركيزة الأساسية في الارتقاء بالمجتمع القطري، ولكن نجد هناك إغفالا للعديد من المعايير والاعتبارات الإدارية مما قد يساهم في إحباط العملية التعليمية. هل يعقل أن يكون راتب صاحب الترخيص أقل من راتب معلمي الدرجة الثالثة في المدارس المستقلة على الرغم من الأعباء الإدارية والأكاديمية التي يتحملها؟، فهو يتحمل المسؤولية المباشرة عن تسيير الشؤون الأكاديمية والإدارية وما تنطوي عليه من مهمات تطويرية وتحفيزية، كما أنه مسؤول عن عمليات التنمية والإصلاح الإداري وإحداث تغيير نوعي وجذري في الوسائل والأساليب الإدارية والتعليمية. وهل يعقل إغفال اعتبار المؤهل العلمي والخبرة عند تحديد راتب صاحب الترخيص؟. ويؤخذ على هذه اللائحة أنها تخلق فجوة في الرواتب التي يتم تقديمها.. هناك فجوة بين راتب النائب الأكاديمي وراتب النائب الإداري، كيف كان يفكر من قام بوضع هذه اللائحة هل واجبات النائب الأكاديمي ومسؤولياته أكثر أهمية وتعقيدا من واجبات النائب الإداري، ففي العملية التعليمية تتكامل جميع الوظائف بهدف تجويد الأداء وديمومة التطوير والتحسين، وإيجاد نظام مساءلة يقوم على تقييم المعلمين والإداريين طبقاً لمدى فاعليتهم في تعزيز الإنجاز لدى الطلبة جميعهم،. كما يشترك كل من النائب الأكاديمي والنائب الإداري في رسم الخطوط الأولى في تشكيل عقول الطلبة وتوجيه اهتماماتهم، وضبط سلوكياتهم، وإيجاد قيمة لتعلم الطلبة، وتحويل المدرسة إلى بيئة تعليمية ابتكارية وتطورية. لذلك لا أجد أي مبرر لهذه الفجوة في الراتب بين النائب الأكاديمي والنائب الإداري. ومن النقاط العديدة التي تحتاج إلى تصحيح ومعالجة نجدها في اللائحة أنها تغفل العديد من الاعتبارات منها صعوبة المهام المتعلقة بمعلمي الدعم الإضافي وتخصيص طبيعة عمل، كما تهمل اعتبار التخصصات النادرة، التي تعاني الدولة والمدارس المستقلة من نقص فيها كالتخصصات العلمية هل يعقل رواتب معلمات المجالات العلمية مثل العلوم والرياضيات تتساوى مع معلمي الفنية والرياضة، إذا كيف يمكننا أن ن