16 أكتوبر 2025

تسجيل

المؤتمر العالمي لمكافحة الإرهاب

24 أبريل 2014

29 باحثاً وباحثة من السعودية ومن عدد من الدول الإسلامية يمثلون نخبة من المسؤولين والعلماء والمفكرين والإعلاميين التقوا أمس الأول في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تحت مظلة /المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة الإرهاب/ لمناقشة أخطر وأهم طرح لم يتم حسمه حتى على المستوى العالمي، وخصصوا له عنوان //الإرهاب: مراجعات فكرية وحلول عملية.// تشمله رعاية حكومة المملكة العربية السعودية التي لها تجربة مريرة في مكافحة الإرهاب أمنيّاً وفكرياً وتعتبر جهودها في ذلك أنموذجاً عالمياً يقتدى به . تعرضت المملكة الشقيقة على وجه الخصوص لاستهدافات في صميم كيانها وحاولت فئة ضالة من المجتمع على مدار سنوات زعزعة استقرار البلاد بافتعال أعمال إرهابية حاولت النيل من أركان الحكم، إلا أن الدولة بحكمة قيادتها وتضافر جهود أفراد المجتمع المخلصين أبوا إلا أن يتصدوا لكل عمل إرهابي بمزيد من الصمود والقوة والمواجهة، وبذلك حققت نجاحات في مكافحة الإرهاب وإحباط الكثير من المخططات الإرهابية قبل وقوعها، فكانت محل إشادة وتقدير على المستوى الإقليمي والعالمي. /المؤتمر العالمي لمكافحة الإرهاب/ على مدار دورتين وغيره من المؤتمرات والفعاليات الحوارية التي اعتادت حكومة خادم الحرمين رعايته منذ فترة قدمت فيه القيم الحقيقية للدين الإسلامي، وهي مبادئ تدعم المبادرات إلاقليمية والدولية حولها ولا أحد ينكر أن الشقيقة المملكة خاصة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز ظلت تؤكد دائماً على أهمية ترسيخ قيم التفاهم والتسامح والحوار والتعددية والتعارف بين الشعوب والتقارب بين الثقافات ومحاربة كل أيديولوجيا تدعو إلى كراهية وتحرض على العنف وتسوّغ الجرائم الإرهابية التي لا يمكن قبولها في أي دين أو قانون. ظاهرة الإرهاب مشكلة عالمية تهدد السلام والأمن في شتى بقاع الأرض، فلا توجد بقعة في العالم إلا وينالها نصيب من الاستهداف الذي يلصق بالإرهابيين الذين لا توجد لهم هوية أو تعريف حتى الآن مما يتوجب تضافر الجهود لتعريف معنى هذا الإرهاب الممقوت وفق توافق عالمي لا يقصد به جماعة أو فئة، حتى يمكن احتواؤها والتصدي لها بفاعلية بما يحفظ أرواح الأبرياء .. وليكن هذا المؤتمر المنعقد في هذه البقعة الطاهرة من بقاع الأرض فرصة مواتية لبلورة رؤية واضحة تحدد ملامح ومصادر هذا الإرهاب العالمي الذي نال أكثر ما نال دولنا العربية والإسلامية على وجه الخصوص . الإرهاب جريمة تستهدف الإفساد وزعزعة الأمن في كل العالم، والإرهابيون واجههم الحق تبارك وتعالى بقوله //إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِين َيُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْض، ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَاب ٌعَظِيمٌ// فالادعاءات التي تُلصق بالإسلام ومحاولة ربطه بالإرهاب مردودة على مروجيها. نريد من مؤتمر المدينة المنورة معنى واضحا يؤكد أن الإرهاب /نبتة خبيثة/ ليس لها دين ولا جنس ولا جنسية ولا عرق ولا لون، وأنه يتكيّف بصورة بشعة وقذرة في كل مكان في أرض الله، وبذلك نكون قد حسمنا الأمر وحددنا على من تطلق صفة الإرهاب. وسلامتكم