16 سبتمبر 2025

تسجيل

غفلة تصيب بالصدمة..

24 أبريل 2013

مشهد يتكرر صباح كل يوم أمام أبواب مدارسنا ويدل دلالة واضحة على إهمال بعض الأسر في رعاية أبنائهم وبناتهم ويعكس صورة واقعية لغفلة أولياء أمور عن دورهم الأساسي في تربية فلذات أكبادهم. أتدرون ما هذا المشهد الذي يزعجني كثيراً؟.. إنه مشهد الخادمة وهي تسحب طفلاً أو طفلة لا يزالان تتفتح أوراقهما إلى باب المدرسة بكل قسوة وشدة. آلمني هذا المشهد كثيراً وبدأت صور مرئية تعصف بذهني حول الرعاية التي يلقاها الأبناء والبنات من هذا النوع في المنزل، وإلى أي مدى تولي الأم أهمية لفلذة كبدها؟.. وأين الأب من كل هذا؟.. إن مفهوم التربية لا يعني توفير المال وإطعام أهل البيت وتوفير جميع مستلزماتهم ومتطلباتهم فحسب وإنما يتسع مفهوم التربية ليشمل واجبات مستقلة على كل من الأب والأم ومسؤوليات مشتركة واجبة عليهما معاً. وتحضرني هنا الإشارة إلى التغيرات التي يعيشها الابن والبنت منذ ولادتهما وحتى مرحلة الشباب. فالعقول تتطور وتتغير وتموت أفكار وينمو غيرها ويكون للتكنولوجيا تأثير كبير في العقول والنفوس وربما تصير الوسائل الحديثة في مجال الاتصال هي المؤثر والمحرك للأبناء والفتيات وهذا ما نعيشه اليوم دون وعي بخطورة مثل هذه الوسائل على الجيل الصاعد. وأعيد التأكيد هنا على أن البداية هي الأهم وهي الأصل في تحديد مسار أبنائنا وبناتنا. وإذا لم يكن للأب والأم دور مؤثر في هذه البداية وإذا كانت الخادمة هي الأقرب للطفل والطفلة من أمهما فإن هذه هي الطامة الكبرى التي لا تحمد عقباها، والتي تهدد استقرار المجتمع ومستقبله تهديداً كبيراً يفوق الأزمة التي يعيشها الوطن العربي في ميادين مختلفة. إن النظام التعليمي في أية دولة يجب أن يقوم بدور تربوي وإلا انهار التعليم نفسه وأصبح عبارة عن أوعية لحفظ المعلومات وتحول ابناؤنا إلى حاويات تخزين للبيانات. إن التقييم التربوي مطلوب وشرط لا يمكن التنازل عنه او إغفاله في العملية التعليمية والتربوية من أجل تحقيق السلامة لجيل المستقبل. وأكرر هنا أن أولياء الأمور هم المدرسة الأولى في حياة الأبناء وإن لم تكن هذه المدرسة سليمة البنيان وراسية القواعد فان البناء سينهار وسيسقط في وقت قصير جداً.