10 سبتمبر 2025
تسجيلدائماً ما أصر على أن نحب، على ألا نترك مشاعرنا لتتآكل وتتفتت وتنضب، أن نعيد صياغة الحب في حياتنا بكل أشكاله، ما زلت ممن يصر على ألا شيء يستطيع أن يغير داخلنا مثل الحب. أن تحب هو أن تعيش حياتك وتستلذ بطعمها، ولا شيء يمكن أن يجعلها أسوأ مما تتصور بقدر مشاعر الغيرة. فكرت كثيرا ألا أكتب عن الحقد والغيرة، ربما لأنني ممن يعتقد بأن من يحمل قلبه مشاعر الغيرة والحقد لا يستطيع أن يغير من نفسه لمجرد كلمات نصح تقال، ولن تغيره هذه الكلمات أبدا لأنهما شعوران يطمسان على كل جميل داخل الإنسان ويكسوانه بالسواد فلا يعد يرى غير ظلامهما الذي يجعله يتخبط هنا وهناك ولا يستطيع إلا أن يحقد وأن يستسلم للغيرة الحمقاء. وقد يختلف معي البعض في ذلك إلا أن الحياة دائما ما تؤكد هذا الاعتقاد لدي وتدعمه. أما ما أعنيه حقا هنا هي بعض القلوب النقية التي نسيت جذورها واختارت أن تدخل في ظلمات الغيرة والحقد، ولأنني أصبحت آسفة على البعض من هؤلاء في أكثر من صورة مرت بي، في صديقتين كانتا من أكثر البشر التي اعتقدت بصفاء صداقتهما وجمال علاقتهما الطيبة الوثيقة، إلا أن ما أن دخلت الغيرة في قلب إحداهما تجاه الأخرى للتميز الذي وصلت له في أحد جوانب حياتها، وجعلت هذه الغيرة تتغلغل داخلها وتنشر توابعها من حقد وحسد حتى أفسدت أسمى علاقة كانت يمكن أن تكون لها سند في الحياة. وليس بين الأصدقاء فقط وإنما استطاعت الغيرة ومشاعرها الطائشة المسمومة أن تفعل أكثر من ذلك وتفرق بين الأخوة وأبناء الرحم الواحد في عقر الديار. ولا شك أن مشاعر الغيرة هي مشاعر سلبية يمكن وأدها وكبحها لمن يفهم خطورتها ويقدر ما تعنيه وما قد تجره عليه. علينا أن نتعلم لغة الحب، ونتعلم أن القناعة والحب الذي نكنه لكل ما وصلنا إليه هو وحده الدواء الشافي لكل مشاكلنا الداخلية، وهو من يجرد الإنسان من أخطر مشاعرالغيرة والحقد. استحضر في ذهنك مجموعة ممن عرفتهم ومروا بحياتك ممن حولك، وستكتشف أن من كان منهم محبا راضيا بكل ما وصل إليه هو من تجرد من تلك المشاعر التي تفسد على الإنسان متعته بكل إنجازاته وكل ما يحققه في حياته. لا يمكنني بالتأكيد أن أقضي على مشاعر الغيرة لدى البعض بمجرد كلمات، لكنه هو الإنسان وحده من يستطيع أن يسيطر على مشاعره وألا يسقي بذورها داخله كي لا تكبر وتتشعب وتقضي على كل جميل في حياته. تستطيع الغيرة أن تجعلك أعمى فلا ترى الحقيقة. تستطيع أن تجعلك مريضا لا تستمتع بما أنت فيه من صحة. تستطيع أن تجعلك فقيرا رغم كل ما لديك من مال. تستطيع أن تفسد حياتك فتجعلك تعيسا، لا تقدر ما أنت فيه من سعادة. إنها الغيرة الحمقاء، فهل تقتلعها من جذورها، وتستبدلها بالحب والقناعة.. وتضمن لنفسك السعادة، جرب فقط وسترى الفرق... [email protected]