14 سبتمبر 2025
تسجيلاليوم يحتفل الأطفال في دول الخليج وبعض الدول العربية في النصف من رمضان وكل دولة لها مسمى لهذا اليوم، فعندنا في قطر نقول (القرنقعوه ) وفي دولة الإمارات (حق الليلة ) وفي الكويت (القرقيعان ) وفي البحرين الناصفة وفي المملكة العربية السعودية القرقيعان ) وأما في عمان فتسمى ( القرنقشوه). وفي هذه الليلة يطوف الصغار على البيوت ويرددون أغنية القرنقعوه ويعطيهم أهل البيت الحلويات والمكسرات وكان في الماضي يرتدي الأولاد الثوب والبنات الدراعة والبخنق ويجتمع الأهل يتدارسون القرآن بعد صلاة التراويح وكانت من أروع الليالي في شهر رمضان. أما هذه الأيام فقد ابتدع الناس طرقا مختلفة للأطفال بهذه الليلة من تجهيزات القرنقعوة في أشكال مختلفة وإضافة حلويات أخرى بالإضافة إلى إقامة الحفلات المليئة بأنواع المأكولات والمشروبات والهدايا وتوزيع الدعوات بتكاليف باهظة بل أصبحت المحلات تتسابق في تغليف الهدايا من القرنقعوه من أجل التوزيع على المعارف والأصدقاء، وللأسف أن كل ما يقدم من حلويات ومكسرات لا يتناولها الصغار بل يكون مكانها صناديق القمامة اعزكم الله للأسف لقد تغيرت المفاهيم للكثير من عاداتنا الجميلة التي كنا نقوم بها في رمضان، فأصبحت تقام ولائم العشاء التي تسمى ( الغبقة ) بشكل فيه الكثير من الإسراف والبذخ في البيوت مع تجهيزها بالزينات التي تكلف بتنفيذها شركات بأسعار عالية فقط من أجل المظاهر والمباهاة، وإذا نعلق على مثل هذه السلوكيات والتصرفات يعتبر البعض ما نقوم به لا يمت لواقعنا المعاصر بشيء وإنه لابد أن نحتفل بشكل راق كما يفعل الغير حتى لا يكون أحدهم أفضل منا !! كما أن هذا الشهر أصبح فرصة لإظهار المباهاة بالملابس والذهب وخاصة النساء اللاتي يحاولن اقتناء أفضل ما في السوق من أجل المنافسة والتباهي فتجد إحداهن وقد جهزت ملابس لها على عدد أيام شهر رمضان بهدف إبراز ما لديها لكل من حولها، وإلى التفنن في إعداد الأطباق والمأكولات التي قد لا تمس الواقع أحيانا، فحدث ولا حرج، فالكل يبدع ويتفنن في إعداد الطعام من خلال العاملات في البيت والطلب من المطاعم المنتشرة في أنحاء البلاد لقد ذهبت روح رمضان من هذا الشهر في أيامنا هذه حتى لو حاولنا أن نصمم الديكورات بأثاث زمان وأيام أول ونعطي نكهة رمضان القديم، فلن نستطيع أن نعيد تلك الأيام لأن ما نفعله الآن ما هو إلا مظاهر لا طعم لها ولا رائحة بل لا روح زمان أول المتسمة بالبساطة والقلب الرحب والبيت المفتوح في أي وقت. مع النقصات الرمضانية بكل بساطة وحب. إن رمضان ليس بهذه المظاهر رمضان شهر عبادة وخشوع واسترجاع لأنفسنا وتطهيرها مما علق بها من سلوكيات وتصرفات لا تمت لديننا الحنيف بشيء، رمضان شهر لأن نعود إلى براءتنا ونؤدي فرائض ديننا بكل اقتدار ونهذب نفوسنا ونملأها حبا وتسامحا وعفوا، ونأمل أن يحاول كل منا ذلك وكل عام وأنتم بخير.