11 سبتمبر 2025
تسجيلغمرتنا سعادة كبيرة ونحن نشهد مبادرة المملكة العربية السعودية بشأن وقف الحرب المستمرة منذ عام 2015 في اليمن وإيقاف أحادي لإطلاق النار من قبل التحالف، ذلك أن هذه المبادرة من شأنها أن تحد من النزيف في الأرواح والبنية التحتية التي تضررت بشكل كبير لاسيما في المناطق التي تعرضت للهجوم سواء من قبل التحالف والذي كان يستهدف بالدرجة الأولى معاقل الحوثيين أو من الحوثيين أنفسهم الذين عملوا على تغيير خريطة اليمن في شقه الشمالي وفي عاصمته الرئيسية صنعاء. ونصت المبادرة السعودية التي تلاها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على عدة بنود وافقت عليها الحكومة اليمنية الشرعية وباركتها الأمم المتحدة، بينما لم تعط جماعة الحوثي ردها النهائي بشأنها وتتلخص فيما يلي: - التوصل لحل سياسي شامل يتضمن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة. - إيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة وفق اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة. - فتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية - بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة. وأوضح وزير خارجية المملكة أن هذه المبادرة إنما تأتي في إطار الدعم المستمر لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث والمبعوث الأمريكي لليمن تيموثي ليندركينغ منوها بجهود سلطنة عمان الشقيقة لإنهاء النزاع في جارة البلدين اللذين يشتركان بحدودهما مع اليمن التي تمثل البوابة الجنوبية المهمة لشبه الجزيرة العربية وتعد صمام أمان لها إذا ما كانت مستقرة ومأمونة الجانب وآمنة الأرض، بينما لا يزال الجميع ينتظر أن تعلن ميليشيا الحوثي موافقتها على وقف إطلاق النار والذي لم يعلن حتى الآن أو الإعراب عن الموقف الكامل لها، باعتبار أن تسيد الحل السياسي للأزمة في اليمن هو ما اتفق عليه الجميع، ويجب أن يكون ويتحقق عاجلا لأن اليمن قد خارت قواه السياسية والاقتصادية والإنسانية لتحمل المزيد من المعاناة والفقر والجوع وهي أزمات لن تجد حلا جذريا إذا ما استمرت الحرب ولم يعلن الطرفان معا وقف إطلاق النار والذي يراه الحوثيون أنه استهداف بقصد الدفاع عن النفس، في حين يرى التحالف أن هجومه هو في سبيل تحقيق ما قامت عليه عاصفة الحزم في فجر الخامس عشر من مارس من عام 2015 وإعادة الشرعية اليمنية إلى موطنها في قلب العاصمة صنعاء والتي يمكن أن تتحقق ضمن هذه المبادرة واتفاق الفرقاء اليمنيين على بنودها والبدء بتنفيذها ليجلس الجميع على طاولة الحوار الذي يمكن أن يعطي الحق لكل فئة منهم بإشراف أممي وأمريكي ومباركة دول خليجية مثل قطر وعمان والكويت والتي رأت منذ البداية أن الحرب لا يمكن أن يجدي استمرارها نفعا، خصوصا وأن المنظومة الصحية لدولة نامية مثل اليمن تتهاوى في ظل اجتياح شرس لفيروس كورونا لا يجد لقاحات يمكن أن تحد منه أو تطبيق اجراءات احترازية ووقائية يمكنها أن تخفف من انتشاره بين الشعب اليمني الذي تمثل أعداده بالملايين ومن الصعب جدا على شعب يبحث معظمه على لقمة عيشه اليومية أن يفكر بهذه الإجراءات التي لا تمثل أولوية له أمام جوعه وجوع آل بيته، وعليه تبدو هذه المبادرة فرصة سانحة للخروج من الشرنقة التي يحتجز الحوثيون اليمن فيها، وأرى أن موافقتهم عليها ستكون من باب العقل الذي أتمنى أن يمتلكوه ضمن سياستهم إن كانت مصلحة البلاد والعباد تهمهم بالدرجة الأولى وإن هذه الصفحة لربما تكون فرصة نجاة عوضاً عن فوهة النار التي يغرق فيها اليمن منذ أكثر من عقد من الزمان وأن يعوا بأن الوضع لن يستمر على ذلك وأن هذه المبادرة الطيبة فرصة للمصارحة والمصالحة معا. @[email protected] @ebtesam777