20 سبتمبر 2025
تسجيلأفزعتني عبارة "إذا لم تكن تمتلك واسطة لن يصلي عليك أحد"، قفزت الى ذهني وأنا أتأمل احوال الكثيرين من مدمني الحياة بشكلها وطبيعتها الانسانية، وسر الوجود الذي جرفته المصالح والواسطة والتعصب العرقي والثقافي والديني على ما تبقى من أمل في الحب والحياة. الصلاة الدينية علاقة بين الفرد وخالقه، اما الصلاة الدنيوية فهي علاقة افراد المجتمع فيما بينهم، إنها رحلة بحث شاقة عن المعنى الوجودي لهم كمجتمع، بعيداً عن التهميش او الاقصاء، في مجتمعنا الصغير المتحاب. من لا يصلي عليهم أحد هم اولئك الذين لا يملكون واسطة، فيصبحون خارج صلاة المجتمع، أسمع اصواتهم في وطني صباح الخير وأراهم هنا وهناك ومناشدتهم المستمرة في تحسين أوضاعهم. هناك مجتمعات اكثر شراسة، حيث اولئك الذين لا يصلي عليهم المجتمع هم المختلفون دينياً او عرقياً او لوناً، فإذا كانت هذه سردية في وجه الألم المروع والرهيب الذي فجره الشك الوجودي وانعدام اليقين، فإن الأمر لدينا سردية في مقاومة مجتمع المظاهر والالقاب والزيف الاجتماعي. ويصبح الامر اكثر صعوبة حينما توصد وتقفل الابواب، تلك الابواب التي كانت مفتوحة في السابق ويصبح الولوج والوصول الى المسؤول اصعب من ايلاج الجمل في سم الخياط، والادهى والامر حينما يوكل الأمر لنفر لم يعرفوا ولم يكابدوا مرارة العيش ولا ثقل المسؤولية لقلة تجربة ام لصغر سن. كانت صلاة المجتمع الدنيوية بما فيها من وصل وتحاب وعطف شاهداً كبيراً على قبول صلاته الدينية في المساجد، فكانت بركة الله واضحة ورحمته الواسعة دائماً اعظم بهاءً ونوراً، اليوم هناك تراجع كبير في اداء الصلاتين الدنيوية الاجتماعية والدينية الربانية بشكل ملحوظ، هناك من يصلي عليه المجتمع في الدنيا زيفاً، وليس له نصيب من الاخرة، وهناك من لا يصلي عليه المجتمع دنيوياً لكن الله عليه من المصلين، صلاة المجتمع هي وجدانه وعواطفه وايمانه بإنسانيته، اذا ما اختلت هذه العناصر اختلت حركته الاجتماعية وسلوكياته الاخلاقية، وسيطرت عليه التراتيبية والطبقية بأشكالها المختلفة فترتبك صلاته الدنيوية وبالتالي تختل وترتبك صلاته الدينية التي هي عمود اسلامه. صلاة المجتمعات الغربية الدنيوية على قدر كبير من الانتظام لذلك يجد العربي المغترب راحة هناك على الرغم من عدم انتظام صلاتهم الدينية، اما عندنا فالارتباط وعدم الانتظام يشمل الصلاتين، حيث لا يمكن ان تحوز فضل الاخيرة وانت لم تحز بعد فضل الاولى وهي أداء حقوق العباد وانصاف البلاد. [email protected]