11 سبتمبر 2025
تسجيل( لأجل قطر سنبقى بالبيت ) ( ولنتكاتف من أجل قطر ) ( وكلنا متطوعون لأجل قطر ) كلها نداءات ظهرت وتنامت وترجمها أهل قطر من المواطنين والمقيمين منذ أن كبر وزاد خطر وباء فيروس كورونا في المجتمع، وتعالت الصيحات والمناشدة بالتزام البيت في أكثر الحلول نجاحا للقضاء على هذا الخطر الذي بات التهديد الأول للبشرية في الكرة الأرضية بأسرها. والحمد لله لقيت كل هذه الدعوات وهذه النداءات الاستجابة الطيبة من معظم فئات المجتمع القطري الواعي، واليوم تتعالى الأصوات بالتطوع الاختياري ليمثلوا جيشا احتياطيا يُستنفر من أجل مساعدة الطواقم الطبية من أطباء وممرضين وعاملين في الحد من تفشي هذا الوباء الذي حتى هذه اللحظة هناك من يستصغر خطره ويقلل من آثاره القاتلة، فتجد روابط التسجيل لوزارة الصحة واللجنة الأولمبية القطرية تنتشر بصورة جميلة بين جموع الشباب الذين تهافتوا للتسجيل والإقرار بأنهم وضعوا أنفسهم لخدمة قطر في أشد المعارك ضراوة تخوضها اليوم قطر وتريد إثبات أنها ستنجح بالخروج من هذه المعركة ومن هذا التحدي دون خسائر بالأرواح بإذن الله. وقد كنت والحمد لله من الذين قاموا بالتسجيل لأضع نفسي طوع أمر بلادي في أي مجال من شأنه أقدم أنا وغيري الآلاف من المواطنين والمقيمين الذين تدافعت أسماؤهم لأجل المساهمة في جهود وزارة الصحة لتطويق هذا الوباء ما يمكن فعلا أن نكون عونا لهم بالصورة الوطنية المطلوبة، وأن نكون على قدر الآمال التي وضعت قطر ثقتها في أبنائها، ورغم أن التطوع لفئات عمرية محدودة إلا أن كثيرا ممن لم يستطيعوا التسجيل تقع عليهم المسؤولية أيضا في دعوة أنفسهم وغيرهم والمشاركة بقدر ما يستطيعون في تويتر للدعوة لالتزام البيت والحجر المنزلي الذي يمكن فعلا أن يكون مساعدة قوية وغير مباشرة لجهود الصحة العامة، ولكن وأمام كل هؤلاء المخلصين الذين يقفون بجانب حكومتهم ومجتمعهم لا تزال هناك فئة تسجل حتى الآن 33 حالة خارجة عن بنود الحجر المنزلي الإجباري ويثبتون أن استهتارهم يمثل الجانب المظلم من شكل مجتمعنا الذي نسعى جميعا لإخراجه من هذا النفق الأسود الذي وضعه فيه فيروس كورونا عافانا الله وإياكم وجميع دول المسلمين والعالم عموما منه دون تمييز في دين وجنسية ولون وعرق ومذهب. علينا اليوم أن نسأل أنفسنا إن كنا فعلا نريد خدمة هذا المجتمع أو زيادة العبء عليه وتكبيده أضعافا من الجهد والمال والوقت والإجابة على هذا السؤال بصدق، فلم يعد موثوقا به أن نرفع نداءات الوطنية في تويتر بينما بعض هؤلاء هم من الفئة التي باتت منبوذة في نظر الكثيرين خصوصا أننا نمر بضائقة تجبرنا على الالتفاف والتكاتف لا الاختلاف والتخالف حتى وإن كان الأمر يبدو في وجهات النظر ولكن من عليه أن يختلف اليوم في أن خدمة قطر هو واجب على كل مواطن ومقيم وزائر؟! من عليه أن يختلف اليوم أن قطر بحاجة أكبر لأن يلتف الشعب مع القيادة في أشد الصور تعبيرا عن باقي الأزمات ؟! ويجب ألا ننسى أن هذه المحنة تأتي أشد من الحصار الذي فُرض ظلما على قطر عام 2017 ليس لأن هذا الوباء يمكن في لحظة أن يفقدنا أحد أحبائنا ولكن لأن العدو فيه مجهول الشكل والهوية والمنشأ وهذا يتطلب من كل واحد منا أن يكون جنديا يخدم نفسه وأهله ووطنه وكل من حوله بالبقاء في بيته.. فهل تبدو الوطنية اليوم صعبة ومستحيلة في نظركم ؟!. [email protected]