09 أكتوبر 2025
تسجيلعرَّف علم النفس " الاستفزاز " بأنه نوع من أنواع العنف الناتج عن قصور فكري وعدم الفهم، لذا فإن الشخص المستفز يقوم باستفزاز الآخرين لعدة عوامل منها عدم ثقته بنفسه، وهو ما يجعله في كثير من الأحيان يسعى للجوء إلى اتباع أسلوب غير مقبول أو غير متوازن، ومن أبرز ملامح صفات المستفز النقص في إدارة الحوار أو النقاش في قضية ما فيقوم باستفزاز من حوله وإشعارهم بأنه واثق من نفسه ويبذل قصارى جهده بصناعة وإيجاد حالة انفعالية فيمن حوله بغرض إثارتهم حتى لو كان على يقين في نفسه بأن ما يُروِّج له أو يدّعيه يُخالف هواه وتوجهاته !! والمستفزون دائماً يشتركون في خصلة رئيسية وهي التكبّر، فهم يوهمون أنفسهم أنهم يعرفون كل شيء وأن لا شيء يستطيع أن يقف أمامهم، وأيضاً المستفز دائماً ما يعاني من التوتر والقلق النفسي وإن حاول إخفاء هذه الحالة، وأيضاً نجده يتخذ من وسيلة استفزازه وسيلة للدفاع عن نفسه أمام الآخرين فهو يعيش في برج عاجي لا يمكن أن يصفه الآخرون بالخاطئ والمذنب ! جاءت مقدمتي للحديث عن فئة أُبتلي بها مجتمعنا القطري الطيب الذي لم يتعود على مشاهدة وسماع مثيري الفوضى والسفاهة في القول والعمل ويتعمدون إلى استفزاز الجميع بتصرفاتهم المقيتة وخاصة في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها بلادنا والعالم أجمع في محاولة الحد من انتشار فيروس كورونا الذي يهدد حياة كل من يعيش على أرجاء المعمورة، وقامت دول العالم بإغلاق مطاراتها ومنافذها البرية والجوية والبحرية ومنعت التجمعات وإغلاق كل المواقع والمراكز التي تخدم شعوبها، وليس أشد ألماً علينا نحن المسلمين من إغلاق المساجد ومنع صلاة الجماعة التي لطالما آنست حياتنا وباركت لنا في كل تفاصيل حياتنا، وكل ذلك لم يأت عبثاً ولا استخفافاً وإنما لحماية المصلين من خطر هذا الوباء الذي ينشط ويقتات على التجمعات البشرية. كل هذه الإجراءات الاحترازية التي قامت بها الدول وما زال للأسف البعض من المواطنين والمقيمين من المستهزئين والمتربصين يتعمدون التربص والاستهانة بهذه الإجراءات وكأنهم يعيشون في كوكب آخر، فالدولة تُناشدهم وتستحلفهم بالبقاء في بيوتهم وهم كمن جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم غير آبهين، إما يتنزهون في المنتزهات والحدائق أو يتعازمون في البيوت والمجالس وحتى من أمّنت لهم الدولة من العائدين من السفر أماكن حجر صحي في الفنادق الخمس والأربع نجوم أو تعهدوا ببقائهم في منازلهم بعضهم للأسف لم يلتزم وضرب بتعهده الجدار، وليت الأمر اقتصر على ذلك فهنالك من انتقد الحجر الصحي وكأن الدولة قصرت في توفير كافة الخدمات التي لا تتوفر لأي إنسان في العالم ورأينا الكثير من المقاطع و(السنابات ) لهم التي تعكس مدى ضحالة فكرهم وافتقادهم للحس الوطني والوعي التام بخطورة هذا المرض وبضرورة أن يُثمّنوا ما تقدمه الدولة لهم من أجل حمايتهم وحماية شعبها من تفشي هذا الفيروس. ولعل ما قامت به الدول من إجراءات عقابية لكل من سوّلت له نفسه بتعريض نفسه وغيره لهذا المرض لهو الإجراء الرادع والسليم لحماية المجتمع من خطورة انتشار هذا الوباء، فمن لا يلتزم بإجراءات الحجر الصحي واتباع وتنفيذ كل القرارات المتعلقة بمواجهة خطر هذا المرض فإنه مذنب في حق نفسه ومجتمعه وعليه أن يُقدّر النعم التي حباها الله له وفضّله على كثير من خلقه ! ◄ فاصلة أخيرة هنالك مثل شعبي خليجي لو عرفه أطباء العالم لذُهلوا من فطنة وفراسة العرب ولاتخذوهم مستشارين لهم فقط عند النوائب، حيث يقول المثل " ابعد عن الوباء لو حذفة عصا " وهو ما يدعون له الآن بالابتعاد مسافة متر أو أكثر لضمان عدم العدوى بهذا الفيروس، أما عندنا فياليت أن العصا تُحذف في وجه من يستهين بالوباء وبالإجراءات التي تُتخذ ضد تفشيه ! [email protected]