15 أكتوبر 2025
تسجيلمن أيام احتفل الكثيرون بما يسمى بيوم الأم، وتهافتوا إلى الاسواق للبحث عن هدية لأمهاتهم ومن ثم اقتنصوا وقتا من أوقاتهم المزدحمة بالمواعيد والاحداث من اجل الذهاب لبيت والدتهم وتقديم الهدية ومن ثم الاستئذان بحجة الانشغال. إن هذا اليوم ليس هو اليوم الذي يحتفل الغرب به فيوم 21 كان فكرة طرحها صحفي مصري في جريدة اخبار اليوم حيث أراد ان يعزز تقدير الأم في أذهان الناس وخاصة الاطفال واقترح ان يكون هناك يوم يحتفل به للأمهات واختار القرّاء يوم 21 مارس للاحتفال كبداية للربيع وهو فصل العطاء فسارت على هذا النهج الدول العربية، وتحتفل دول الغرب بهذا اليوم في شهر مايو من كل عام. وهذا اليوم له المؤيد وله المعارض، وبالطبع نحن ممن يرى أن الأم أو الأب ليس لهما يوم واحد تقدم فيه الهدايا والتقدير والزيارة ولكن لهم كل الأيام ولا يجب أن يبتعد الأبناء عن أمهاتهم وآبائهم طويلا ، فهما سبب وجودنا في الحياة وهما من بذلا كل ما لديهما من أجلنا وقدموا لنا ما هو الأفضل وفضلونا على أنفسهم، والأم هي الأكثر من قام بالدور فهي من تحملت شهور الحمل الطويلة المرهقة والتي كانت خلالها تعطي طفلها كل طاقتها ويستمد منها كل مقومات الحياة ومن ثم عاشت ساعات آلام المخاض وهي قد تفقد حياتها خلاله وهذا ما حدث للعديد من أمهاتنا في الماضي. الأم لم تقتنص من وقتها لتعطيه لأطفالها بل أعطت جل وقتها لهم وسهرت وربّت وعلّمت ورعت وتحمّلت مسؤولية متابعة تعليمهم وعاشت لحظات القلق والخَوف في تأخرهم ومرضهم وحالة انتظارهم نتائج الامتحانات، الأم لا تنتظر هدية من ابنائها في يوم معين من السنة، بل إنها لا تنتظرها أبدا إلا إذا قدموا لها شيئا. الأم للأسف تواجه في هذه السنوات جحودا من بعض الابناء وخشونة في التعامل معها بل وصل الأمر بالبعض إلى رفع أصواتهم عليها والتعالي على ما تقدمه لهم من طعام أو هدية. بل أصبح البعض لا يكترث لزعل الأم ولا لما تعانيه من عقوقهم الذي تراه في ندرة زيارتهم لها أو الاتصال بها أو متابعة صحتها فقد تمر أيام بل أسابيع والابن أو البنت وهم بعيدين عن والدتهم. الأم تحتاج كلمة طيبة ومكالمة صباحية تسأل عن حالها وزيارة تؤنس وحدتها واجتماع صادق مع أبنائها ، الهدايا قد تركنها ولا تستعملها ولكن الكلمة الطيبة ستمس شقاف قلبها وتشعرها بالسعادة، وهي في كل الأحوال لا تريد إلا ان ترى أبناءها في أحسن حال. لذا لنجعل كل أيام أمهاتنا، يوما سعيدا ووقتا للاحتفال ولا نجعلهن ينتظرن هذا اليوم. [email protected]