14 سبتمبر 2025
تسجيلدائما نردد يا الله حسن الخاتمة.. ودائما نقول ختامها مسك.. وأيضا نقول العبرة في النهايات. فنحن نريد خلاصة الأعمال.. ففي الدعوة الأولى نريد الجنة في الآخرة، واحترام النفس والسمعة الحسنة في الدنيا. فالكلمة الطيبة والتقدير المناسب يتركان انطباعات عظيمة عند النفس البشرية، وقد يستمد منهما الإنسان طاقة عجيبة نفسيا وفكريا وذهنيا، مهما كان عمرالإنسان، أكان طفلاً أم بالغاً.. فالابن المجتهد يحب أن يثني عليه والداه، ويحب أن يكافأ إذا بيّض الوجه عند استلام شهادته، وكذلك الموظف عند القيام بمجهودات إضافية وذات جودة.. لماذا هذا الكلام وهذا المقال؟ مع موجة التقشف التي عصفت بالبلاد وشردت عائلات بسبب الوضع الاقتصادي، وصلتني رسائل فيها الكثير من الألم لأناس خدموا البلاد بإخلاص لسنوات تخطت العشرين وزيادة.. وقد تم بترهم بدون سابق إنذار بعد أن عاشوا فترة على الشائعات والقيل والقال وقوائم قطع الأرزاق المُوتّرة! والألم ليس بسبب إنهاء الخدمات، فهذه أرزاق، ولكن بسبب الكيفية المؤلمة التي لا ترقى الى روح المسؤولية.. بأن يتم استلام رسالة إنهاء خدمات من موظف من إدارة شؤون الموظفين لأناس بذلوا جهدهم وافنوا أعمارهم لخدمة وتنمية مجتمعنا لسنوات طويلة، وكانت لهم بصمات واضحة.. فهذا أراه إساءة لسمعة البلد . فماذا سيقال عن قطر إذا انتشر هؤلاء بين دول وأصقاع العالم، وهم المهندسون والأطباء وغيرهم من أصحاب المهن؟! فمن المهم إعطاء الناس قدرهم ومكانتهم وجهدهم الذي بذلوه بالشكل اللائق والإنساني.. فالانطباع الأخير مهم جدا، بل وأساسي، وهو الذي سيعلق في ذهن الإنسان حتى مماته، ويُبقي على العلاقات الطيبة، بل وسيصبح أصحابه محامي دفاع عن سمعة دولتنا في المحافل العالمية وغيرها. إن ما حدث حقيقة سببه عدم استيعاب الكثير من المسؤولين لمفهوم العلاقات العامة وعلومها، التي تركز على تحسين الصورة الذهنية، وبناء السمعة الحسنة وإغفالهم للدور الاستشاري المهم الذي يجب أن تلعبه في مثل هذه الظروف حفاظا على سمعة البلاد.فهل سيثق أحد في عقودنا مستقبلا؛ ما لم نبادر الى تقدير وتكريم من افنوا حياتهم لخدمة مؤسساتنا؟