27 أكتوبر 2025

تسجيل

هل هذا هو تعاطفكم؟!

24 فبراير 2023

أعجب حقيقة من الذين أعتبرهم شخصيا (قساة القلوب) والذين اعتبروا أن ما يحدث في جنوب تركيا وشمال سوريا من زلازل لا تزال تدك الأرض من تحت ساكني تلك المناطق وأودت بآلاف القتلى ومن الذين لا يزالون تحت الركام لم يُعرف حتى الآن مصيرهم إما أن يكونوا جرحى قد كُتبت لهم الحياة وينتظرون من ينقذهم ويأخذ بيدهم وبين قتلى فارقوا الحياة ويُنتظر أن تُنتشل أجسادهم من تحت الأنقاض، أن كل هذا يبدو (عذابا إلهيا) ويبحثون في طيات تغريداتهم السلبية عن أدلة من القرآن والسنة عما يؤكد كلامهم وينسون أن ما يحدث لإخواننا الأبرياء سواء في تركيا أو سوريا أمر يستوجب التعاطف والدعاء والدعم والمساندة والمساعدة بشكل مادي وعيني وبصورة فورية ولا يحتاجون أبدا لمن يعطيهم من آيات الوعيد والعذاب في هذا الظرف القاسي الذي لا يتحمل هذا الجانب الذي أظنه أقسى من الزلازل نفسها فهل هذه رحمة المسلمين بأشقائهم ممن يكون في هذه اللحظة تحت أكوام من البنيان الثقيل المتهدم فوق رأسه ورؤوس أطفاله وعائلته بينما الذي ينذرهم بآيات العذاب مستلق على كرسيه وينعم بالأمان والرفاهية ولا يشعر ولا 1 % بحال هؤلاء المتضررين والمنكوبين. فأي قلوب يملكها هؤلاء المنتقدون وسط ظروف مأساوية يعيشها منكوبون ومجروحون ومقتولون أيضا؟! كيف يهنأ لك يا هذا أن تزيد هؤلاء آلاما وحزنا بحديثك وتفسيرك الذي لا يمكن أن يعلمه سوى الله؟! فالزلازل تتوالى على مدينة هاتاي التركية وتؤثر بها على شمال سوريا وفي كل مرة يسقط البنيان الإسمنتي الثقيل على الساكنين والنائمين تحته فهل يحتاجون فعلا لمن يقول لهم أنتم تستحقون ما يجري فهذا عذاب من الله وما وعد لكل من عصى وفسق وظلم؟! فهل هذه الرحمة التي أمرنا الله بها في قوله تعالى (رحماء بينهم) ويعني سبحانه أن المسلمين يجب أن يكونوا رحماء فيما بينهم، فأين الرحمة الزائفة التي يدعيها هؤلاء القساة وسط هذه الأحداث المأساوية والكمّ من القتلى والجرحى بين المنكوبين سواء كانوا من تركيا أو سوريا؟! فهل مددت يد المساعدة بدرهم أو بطانية أو حتى بدعاء لتتفرغ بعدها لتفسر ما لست أنت ولا غيرك أهلا لتفسيره؟!. خافوا الله وأقولها وأنا أعني ما أقوله فما يجري يذوب من ألمه الحجر والبشر فكيف بمن يعيشه اليوم الآلاف من الأتراك والسوريين وسط سلسلة زلازل لا يبدو أنها سوف تتوقف رغم الخسائر في الأرواح والممتلكات التي خلفتها فكلما بدأ الناس يستشعرون حجم القسوة والألم في زلزال اليوم ويحاولون إحصاء ما خسروه من أرواحهم الغالية على قلوبهم حتى يباغتهم آخر أشد قسوة وألما وأكثر خسارة لمن كانوا يمثلون لهم قبل ثوان من الزلزال الأمن والأمان والحياة بأسرها. وحاول أيها الشخص المتوعد بالنفير والعقاب أن تمد يد العون عوضا عن يد الفرعون أو ترفعها لله فتدعو لهؤلاء بأن يخفف عليهم مصابهم الأليم وأن يلطف بصغارهم وكبارهم ويرأف بحالهم وأن يكون هذا آخر أحزانهم فإن للدعاء ملائكة تقول لصاحبه ولك بالمثل فماذا سوف تخسر إن فعلت هذا الشيء اليسير الذي نتشارك فيه إنسانيا قبل أن نبحث عما يمكن أن نوصف بعده بقساة القلب الذين تخلوا عن إنسانيتهم في لحظة كان هؤلاء أحق بأقصى درجات التعاطف والمساندة منا ولذا فإن ما يجري اليوم بجعلنا أمام أمرين لا ثالث لهما وهما الدعوة لجميع المنكوبين والمتضررين والمتوفين والمصابين بالإضافة للأمر الآخر وهو تقديم أي مساعدة مادية أو عينية يمكننا من خلالها التخفيف من هذا المصاب الأليم لهم ولو بالشيء اليسير الذي يستطيع كل شخص تقديمه والمساهمة به، أما ما ابتدعه البعض فهذا ما يجب أن يخجل صاحبه منه.