29 أكتوبر 2025

تسجيل

الانبهار بهوية الإبل وتاريخها في قطر

24 فبراير 2023

إذا كان هناك دابة قد رافقت الإنسان واستأنسها منذ الآف السنين في هذا الجزء من العالم فبالتأكيد ستكون الإبل. قبل أيام قليلة، كان لنا شرف المشاركة في أحد أكبر المهرجانات في مدينة الشحانية، «مهرجان قطر للإبل» الذي نقلنا إلى تاريخ وتقاليد الأجداد التي تعتبر جزءًا من الهوية الثقافية القطرية. هذا الحدث مختص في التعريف على الإبل ومزاينها وعلامات جمالها وهو نقطة التواصل مع واحدة من أشهر رياضات الآباء والأجداد والأكثر تميزا في قطر. في وسط الصحراء البكر، ورثت رياضة الإبل من جيل إلى جيل، مما ساهم في الحفاظ على السلالات العربية الأصيلة والنادرة، وبمشاركة واسعة من قبل ملاك الإبل وعشاقها من السكان المحليين والخليجيين. لقد سررت بالتعرف على مختلف الفئات من جميع السلالات بألوانها وأعمارها بالإضافة إلى الاستمتاع بالعروض المصاحبة للمنافسات، وقد أعجبنا بها وبطبيعتها وبغطرستها التي تتجلى بفخر تجاه الإنسان الذي يعتني بها ويطعمها فهي جزء من أسرته. ومن حولها، تجمع الزوار والملاك في لحظات مليئة بالسعادة، والملابس التقليدية منتشره في كل ركن، والتي لها تاريخ طويل على هذا الكوكب، وأيضًا المأكولات المحلية الشعبية الأصيلة التي يتم تقديمها خلال هذه المهرجانات بالإضافة إلى مشاهدة الأنشطة التراثية المختلفة والحرف اليدوية، والتي تجمع العديد من الشعوب من مختلف البلدان. لا يُنسى كيف حافظوا على زينة الإبل وإكسسوارتها لعقود عديدة والتي كانت جزءا من الملابس التي ارتدوها وهذا رمز للتطور والخبرة في العديد من المناخات المعاكسة في الماضي. حاليًا، أكثر ما يمكن أعطاؤه لهذا الحيوان الجميل هو العلاج والرعاية المقدمة لكائن كان شاهداً تاريخيًا وشريكاً للعديد من العائلات لعدة قرون. استطعت أن أرى بإعجاب كبير أن الابل تحتفظ بقيمة ثقافية كبيرة بين العديد من الشعوب العربية فتعزز وحدتهم وتجمعهم فهي جزء لا يتجزأ من حياتهم وعاداتهم. أول بعير ولد في إيكا، بيرو وبوسعي أن أذكر بفخر أنه في بلدي، بيرو، لدينا بعض الإبل في المنطقة الجنوبية من العاصمة ليما؛. وعلى وجه التحديد في مركز أبحاث وإنتاج الإبل بجامعة إيكا، الذي تم إنشاؤه لتكيف الإبل مع بيئة مماثلة لبيئتها التي نشأت فيها. ولدينا أيضا مركز إنتاج الإبل العربية التابع لجامعة سان خوان باوتيستا الخاصة، الواقعة في إيكا. أنا شخصياً أعتقد أنه من المذهل للغاية لدولة مثل قطر أن تحافظ بقوة على تقاليدها وتراثها المتوافق مع تحديثها وانفتاحها على العالم، ويجب أن تكون مثالًا رائعًا يحتذى به من الدول الأخرى. في مهرجان قطر للهجن، لاحظنا الاهتمام بالأجيال الناشئة في المنطقة وغرس التقاليد القطرية فيهم حول تواصل أسلافهم مع الإبل على مدى أجيال ؛ شاكرين لدعوة نادي قطر لمزاين الإبل فقد سررنا بأن نكون جزءاً من هذا الحدث القيم والتقليدي الذي يشكل جزءا من العادات القطرية ورمزا لفخر الأمة. بالتأكيد، لقد قدرنا الكرم الأصيل والترحيب الرائع من جميع الموجودين، الذين تربطهم علاقة بتربية ورعاية هذا الحيوان النبيل الذي يمثل الوحدة والسلام للأسرة والمجتمع.