05 أكتوبر 2025

تسجيل

التأثير في الرأي العام

24 فبراير 2021

في ٢٠١٦ أجري استفتاء شعبي في بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي. فاستعانت الحملة الداعمة للخروج بشركة استشارية اسمها Cambridge Analytica لمساعدتهم في إقناع الناس ودفعهم للتصويت بالموافقة على الخروج من الاتحاد الأوروبي. جمعت الشركة بيانات ملايين الناس من وسائل التواصل الاجتماعي، وحللت مشاركاتهم لمعرفة ميولهم ومشاكلهم والأمور التي تزعجهم، واستطاعت تحديد أنماط الناس والرسائل المناسبة لتوجيهها لهم. فمثلاً من كان لديه أبناء في المدرسة ويشكون من ضعف التعليم، فتظهر له رسائل مفادها بأن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيطور التعليم، ومن كان لديه أمراض مزمنة ومراجعات مستمرة للمستشفى ويشكو من كفاءة القطاع الصحي، فستوجه له رسائل بأن الخروج سيحسن القطاع الصحي، ومن يبحث عن عمل، فستكون الرسائل الموجهة إليه أن التصويت بالموافقة سيخرج الكثير من رعايا الدول الأخرى وستتوفر الوظائف لأهل البلد. وتم إغراق وسائل التواصل الاجتماعي بمثل هذه الرسائل المتكررة، كما تلاعبت في ترتيب المشاركات، فجعلت المشاركات والاعلانات الداعمة للخروج تظهر دائماً في الأعلى. وفي نفس ذلك العام قامت حملة الرئيس الأمريكي ترامب بالاستعانة بنفس الشركة للفوز في الانتخابات الرئاسية. بعد فوز الحملتين، خرجت بعض الأصوات تنادي بالتحقيق في الأمر، وأجريت تحقيقات واعترف بعض الموظفين بالتلاعب في الرأي العام وتوجيهه، وتم إغلاق الشركة في ٢٠١٨. بالرغم من أن هذه الشركة انتهت، ولكن يبقى الموضوع الأهم، وهو القدرة على التلاعب وتوجيه الأفكار والقناعات والسلوك باستخدام بياناتك الشخصية لما تقتضيه مصالحهم، وهو السبب الذي جعل الولايات المتحدة تأخذ منع بعض التطبيقات الصينية مثل TikTok على أنه مسألة أمن قومي. ومع زيادة اعتماد الناس على الإنترنت، وتركز القوة في يد شركات محدودة، فلن يتحسن الوضع، بل قد يزداد سوءاً. فما الحل في رأيك؟ @khalid606