19 سبتمبر 2025

تسجيل

المثقف (المستورد)

24 فبراير 2020

جميل إذا التزم بشروط الوظيفة، وأخلص لما جاء من أجله، وسيئ إذا انغمس في المجتمع وصولاً لتحقيق رغبات أخرى، رائع إذا أدرك أن للمواطن حقاً والمطالبة به مشروعة، وغير جدير بالثقة إذا سمى هذه المطالبة عنصرية، يأتي يحمل شهادات علمية وخبرات دولية. كثيرون هم أولئك الذين عشقهم المجتمع لوفائهم وإخلاصهم، وقليلون من ازدراهم لتطفلهم وانغماسهم في المجتمع طمعاً واستغلالاً وتحايلاً. الدور الذي يلعبه المثقف المستورد خطير، البعض يأتي مستشاراً فيصبح تاجراً، ويأتي مخلصاً ليدق إسفيناً، ويأتي عاملاً ليصبح عيناً، علينا أن نفرق بين المستشار هنا وبين المقيم الذي جاء مبكراً وعمل وساعد في تنمية الدولة منذ نشأتها. المثقف الأيديولوجي المستورد خطير لأن أيديولوجيته فوق وطنه، فكيف إذا كان وطن الآخرين، هو مفيد إذا كان ضمن مجاله، وضار إذا انغمس في المجتمع بحثاً عن فرص أخرى لم يأتِ أساساً لها. سمعت أحدهم يقول، اعرف وجيه تصبح وجيهاً، هكذا يفكر البعض في تجاوز المجتمع، هذه فجوة للشر الأخلاقي يجب على المجتمع أن يتلافاها، وألا يترك فرصة للانتهازيين. يعيش المجتمع اليوم بين أنواع من المثقفين مادام هو يعيش جدل التغير وسط حصار آثم، لا نحكم على الضمائر وما في القلوب، ولكن هناك لغة بين السلطة والمجتمع، وهناك خطاب بين الدولة والمجتمع لا يتقنهما المثقف المستورد من الأهمية الوعي بذلك. نقول للمثقف المستورد بكل حب "مكانك تُحمد"، والتزامك بدورك عليه تُشكر، وقطر تستحق الأفضل من الجميع. [email protected]