12 سبتمبر 2025
تسجيلحين فرضت دول الحصار ( السعودية والإمارات والبحرين ) وأيدت ( مصر ) إجراءاتهم هذه وأصبحت شريكة معهم من على بعد سألنا أنفسنا: ماذا ستكون ردة فعل قطر على هذا الإجراء التعسفي الذي مورس ضدها وسلبها حقوقا لها وهل ستلجأ لاسترداد هذه الحقوق بكل طريقة مشروعة أم أنها على غير عادتها كبلد حر شامخ ستستكين وتستسلم ولا حول ولا قوة إلا بالله وكفى الله أهل الخليج شر المشاحنة وتصعيد الأزمات والفجور في الخصومة ؟! والجميع يعرف الإجابة بالطبع.. فقد تحركت قطر في أكثر من اتجاه وعلى كافة الأصعدة لمواجهة هذا الحصار وما أعقبه من آثار لا تزال الدوحة متضررة منها بصورة أكبر ومستمر وشرحت على أكثر من منصة إنسانية ودولية ما فعله هذا الحصار بالعلاقات الأسرية المشتركة مع دول الحصار، ناهيكم عن الأضرار التي لحقت بالطلبة والتجار ورجال الأعمال وأصحاب المصالح في هذه الدول التي منعت كل من له علاقة بدولة قطر من المكوث على أراضيها وما خلفه هذا الحصار من تعد ظالم على أملاك وعقارات المواطنين القطريين وبتر كل وسيلة اتصال معهم لاسترداد هذه الحقوق التي باتت منهوبة دون رادع من قوانين، وحكومات هذه الدول، ولم تكتف الدوحة بأن تشرح الآثار المدمرة لحصار غير مشروع وغير مبرر وقع عليها بل عملت في خط متواز لتأكيد وبناء علاقات دبلوماسية ناجحة مع دول كثيرة في كافة القارات الست وسعت ليكون اسم قطر حاضرا في أي اجتماعات ومؤتمرات عالمية. وبرزت الدوحة في توقيع اتفاقيات عسكرية واقتصادية متحدية الحصار البري والجوي والبحري المفروض عليها، تاركة هذه الدول يأكلها الغيظ ونار الغيرة من التحدي الذي نجحت قطر في اجتيازه حتى في الدول التي روجت دول الحصار فيها على دعم قطر للإرهاب وتمويلها له كانت الدوحة توقع معها اتفاقيات تعمل على بناء العلاقات معها بينما كانت أحلام هذا الحلف الغادر تتحطم على حائط نجاحات الدوحة ولله الحمد. اليوم يواصل صاحب السمو الأمير تميم بن حمد حفظه الله سلسلة هذه التحركات التي علت بأسهم قطر إلى القمة وأغرقت دول الحصار في نار الغمة بزيارته الكريمة إلى المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وبعدها إلى تونس الخضراء ومنها إلى الجزائر العزيزة في زيارات أخوية لقيت كل الترحيب من الإعلام الرسمي والشعبي في هذه الدول لا سيما في الأردن الذي رفض أن يخضع منذ بدايات هذا الحصار إلى حماقات دول الحصار في معاداة قطر وتصعيد الخلاف معها وكأن عمّان تقول لهم: ( وما دخلي أنا في خلافاتكم ليكون عدوكم عدوي وصديقكم صديقا لي ) ؟! وبالفعل تعالت الأردن وسمت على كل هذه المراهقة السياسية وحافظت على علاقاتها المتميزة مع قطر رغم علمها أن ذلك يمكن أن يعود عليها بالخسارة الكبيرة ولكن أبت حكومة الملك عبدالله إلا أن يحافظ على مبدأ العلاقة الأخوية مع قطر وقيادتها وتبقى العلاقة التاريخية بين عمّان والدوحة أقوى من أن يتلاعب بها مثل هؤلاء وأعلى من أن تطولها أحلامهم. ولذا نجحت قطر في إمساك عصا علاقاتها مع كافة الدول من المنتصف فلا هي التي شدت ولا هي التي أرخت ونرى اليوم حكمة هذه السياسة التي جعلت العالم كله يحتفي بعلاقاته مع دولة صغيرة المساحة لكنها كبيرة الحجم والمكانة استطاعت أن تتجاوز آثار هذا الحصار وتحاصر من حاصرها ليس بأساليب العصابات التي امتهنها هؤلاء ولكن بأسلوب النجاح والتميز الذي لم يعرفوه ولا أظنهم يوما سيمتهنوه بالطريقة الراقية التي لم يتعلموها يوما !. [email protected]