15 سبتمبر 2025

تسجيل

جامعة كالجاري calgary للتمريض ومأساة خريجيها

24 فبراير 2017

جرت العادة الإدارية في قطر أن القطري ذكرًا أو أنثى خريج الجامعة، أي جامعة، معترف بها من قبل الدولة سرعان ما توفر له الدولة وظيفة في أي وزارة حكومية أو مؤسسة عامة حسب تخصصه، وعند اقترانه بزوجة فإن الدولة تمنحه سكنًا حكوميًا مجانا، وتمنحه أرضًا وقرضًا لبناء بيته المستقل عن أبويه، وتتحمل الدولة عن جميع مواطنيها بمن فيهم الخريجون تكلفة الماء والكهرباء، ونحن الدولة العربية الوحيدة التي تتحمل حكومتنا الرشيدة عن مواطنيها تكاليف الماء والكهرباء إلى جانب تكاليف أخرى أهمها التعليم والصحة.(2)خريج كلية الطب في كل أرجاء الوطن العربي، بعد حصوله على شهادة البكالوريوس طب، يلتحق بأحد المستشفيات ولمدة عام يكون طبيبا يطلق عليه (انترن دكتور intern) يمارس عمله تحت إشراف طبيب أعلى منه درجة، وقد يكون استشاريا في معظم الحالات، وفي دول كثيرة يعد لهؤلاء الأطباء الخريجين ورش عمل ودورات تدريبية مكثفة خلال عام (الانترن) ومن بعدها يُقدم امتحانا في تخصصه لنيل شهادة أو دبلوم تخوله بمعاينة المرضى دون إشراف، إلا في حالات محددة مثل إجراء العمليات الجراحية الكبيرة فلا بد أن يكون تحت إشراف استشاريين.يقودني هذا الشأن، إلى أن نلمع النظر في هذه الإشكالية (التدريب) على خريجي جامعة التمريض (كالجري) التي تمنح طلابها درجة البكالوريوس في التمريض، لقد وجد طلاب الجامعة الخريجون أنهم لا يوظفون في حقل اختصاصهم (التمريض) إلا بعد حصول الطالب/الطالبة على رخصة مزاولة مهنة التمريض prometric، ويعطى شهرا تقريبا دون عمل وبدون دراسة تأهيلية أو ورشة عمل بعد التخرج، ثم يطلب منه الجلوس لأداء امتحان، آنف الذكر، لينال بموجبه رخصة التمريض، علما بأن الطالب يدفع رسوم ذلك الامتحان لنيل تلك الرخصة مقدارها 200 دولار كل مرة يقدم امتحانا، وإذا لا سمح الله لم يوفق الطالب في ذلك الامتحان فله الحق في أداء الامتحان للمرة الثانية والثالثة ثم بعد ذلك إذا لم يوفق بعد هذه المحاولات، فإنه يحرم من مزاولة المهنة لمدة ستة أشهر ويبقى عاطلا فلا دورات تدريبية ولا ورش عمل في حقل الاختصاص ثم يطلب منه إعادة الامتحان، فإذا لم يوافقه الحظ فإنه يصبح يحمل مؤهلا جامعيا لكنه بلا عمل ولن يسمح له بمزاولته مستقبلا، وهنا تحل الكارثة على الأسرة أيا كان مستواها الاجتماعي.تشير المعلومات الخارجة من هذه الجامعة إلى أنه لا علم لإدارتها، وليس ضمن برنامجها الدراسي، أي الجامعة، ما يستوجب تقديم امتحان خارجي من أجل الحصول على (رخصة مزاولة المهنة) ولا يمكن توظيفهم في مهنة التمريض إلا بعد حصولهم على شهادة/رخصة تمريض تصدر لهم بعد تقديم امتحان خاص خارج الجامعة وليس من متطلباتها، وفي آخر سنة دراسية وقبل الامتحان النهائي فوجئ الطلاب بأن عليهم الحصول على تلك الرخصة، وهم لم يدربوا التدريب المطلوب لنيل تلك الرخصة على مدى سنواتهم الدراسية الأربع.سؤال يتبادر إلى الذهن هل خريجو كلية الهندسة المدنية لا يحق لهم مزاولة المهنة إلا بعد امتحان مماثل؟ إذا افترضنا بأن هناك مخاطر على الإنسان قد تحدث نتيجة التمريض، فإن الفرضية قائمة على المهندس الذي يعمل في بناء الجسور والمباني السكنية وأبراج تجارية وغيرها. (3)للخروج من هذه المعضلة فإن الكاتب يقترح، إجراء عملية التوظيف للخريج، ويمارس مهنته تحت إشراف ممرضين، تدرجوا في سلم. وأن يُعِدَّ المستشفى المعني أو مؤسسة حمد دورات تدريبية مكثفة وورش عمل قصيرة ومتعددة لهؤلاء حديثي التخرج على أن يجلس الخريج لأداء امتحان مزاولة المهنة في السنة الأولى من تخرجه وقد درب لها تدريبا جيدا. وإذا لم يوفق في امتحاناته لثلاث مرات عند ذلك يحال إلى أعمال إدارية في المؤسسات الطبية بدرجة كبار الموظفين أسوة بغيره من خريجي الجامعات، ولا يحرم من العمل لأنه لم يحالفه الحظ في أداء الامتحانات المطلوبة.(4)والحق أن الطالب/الطالبة تعرض لعمليات إغراء تجعلهم يلتحقون بجامعة التمريض الكندية، إما لأنهم وأسرهم في حاجة مالية أو أن ظروفهم العائلية والمالية لا تمكنهم من الالتحاق بجامعة أجرى ووجدوا أن الطالب/الطالبه يحصل على راتب شهري يقدر بـ16000 ألف ريال شهريا، ومضمون له العمل بمجرد حصوله على البكالوريوس تمريض، ولم يبلغ الطالب أنه بعد حصوله على الدرجة العلمية، ولكي يحصل على عمل، علية أن يقدم امتحانا لينال رخصة أو شهادة ممارسة المهنة إلا قبل شهر من نهاية الدراسة في السنة النهائية أي بعد مرور أربع سنوات دراسية.تدور بين الطلاب إشاعات نقلا عن موظفين في مؤسسة سدرة أن الطالب الذي لم يحالفه الحظ في امتحان (رخصة التمريض) يمكن أن يوظف مساعد ممرض بمرتب لا يزيد على 5000 آلاف ريال، السؤال المحير أن الطالب كان يتقاضى مرتب شهريا مقداره 16 ألف ريال شهريا وهو طالب، بعد ذلك يتقاضى مرتبا في حدود 5000 ريال شهريا مساعد ممرض وهو خريج جامعي.آخر القول: وزارة الصحة ومؤسسة حمد وسدرة مطالبون بإيجاد حل لهذه المعضلة، قبل أن يستفحل الأمر عند بعض الأسر.