15 سبتمبر 2025

تسجيل

منح المواليد الجدد والتوازن السكاني

24 فبراير 2013

نظراً للطفرة الاقتصادية التي تمر بها البلاد والنهضة العمرانية التي تشمل جميع مناطقها، زاد عدد العمالة الوافدة في مختلف المجالات سواء كانت المهنية أو الفنية والإدارية، وبالتالي زاد عدد السكان وأصبح يتعدى المليون ونصف المليون بعد أن كان عام 2004 لا يزيد على السبعمائة ألف، وهذا يعني الكثير من الأمور، إضافة إلى زيادة تلك العمالة، منها زيادة المواليد وقلة الوفيات نظراً للخدمات الطبية والوعي لدى المواطنين والمقيمين بخطورة حوادث السير، ومع ذلك نرى أن أعداد السكان القطريين لا تتزايد بكثرة كما هو متوقع، بل أصبحت الغالبية من الشباب والفتيات ينظرون إلى زيادة الإنجاب نظرة سلبية، وقد يقتصر الزوجان فقط على طفلين وإن زاد ذلك يصل إلى ثلاثة أو أربعة أطفال بحجة كثرة المصاريف وصعوبة التعليم لهم وعدم وجود القدرة لدى الوالدين على تربية الأطفال بسبب ظروف الحياة وانشغالهما بالعمل والأمور الحياتية الأخرى التي تحتمها طبيعة المجتمع والعصر رغم وجود الخدم والمربيات اللاتي يقمن بالرعاية والاهتمام بالأطفال، بل إن بعض الأمهات نسين دورهن الطبيعي في تربية الأطفال وأوكلن المهمة إلى المربيات!! فما أن يتزوج أحدهم إلا وقد اتفق مع زوجته على تحديد النسل ووضع الوسائل المختلفة لذلك، وقد يرجع البعض من هؤلاء سبب الرغبة في إنجاب القليل من الأطفال إلى عدم القدرة على تربيتهم التربية السليمة وإعطائهم الحنان والاهتمام مع الرغبة في الاستمتاع بالحياة! وبالطبع فإن هذا الكلام مردود عليه، فالأطفال نعمة، ويمكن تنظيم الإنجاب بحيث لا يتعب المرأة الأم، ويعطي فرصة لرعاية الطفل الأول ومن ثم الانتباه إلى الثاني، بالإضافة لوجود المربيات والكثير من الخدمات التي تسهل عملية إعداد النشء وقد وفرتها الدولة في هذا المجال. إن الأبحاث والدراسات التي تقوم بها لجنة السكان تؤكد أهمية زيادة المواليد المواطنين، وذلك لتحقيق الرؤية الوطنية لعام 2030 التي وضعت الكثير من الوسائل التي تعطي الأسرة الرغبة في زيادة الإنجاب وكثرة المواليد. وقد ذكرت اللجنة في تقريرها السنوي أنها طرحت فكرة تقديم منح للمواليد الجدد من القطريين تشجيعاً للأهل لمزيد من الإنجاب ودعم الأسرة في رعاية الأطفال والانفاق عليهم وزيادة الوعي الصحي والاجتماعي. وهذا الأمر ليس بالجديد، فالدولة منذ نشأتها وهي تشجع الإنجاب وتقدم الدعم والحوافز للأسر، حيث كانت تقدم راتباً شهرياً لكل طفل ذكر تنجبه الأسرة وهو ما كان يسمى بـ"الشرهة" أي المكافأة بغرض التشجيع والمساعدة. وإذا ما تم تنفيذ تلك الفكرة، فإنه بلا شك سيكون دافعاً قوياً للأسرة لمزيد من إنجاب الأطفال الذين هم أبناء قطر المستقبل ورجالها وبناتها وأمهات المستقبل وبناته والثروة البشرية التي هي عماد التنمية والتي يهتم بها قائد هذه البلاد ويؤكد عليها دائماً في خطبه وأحاديثه التي تقف جنباً إلى جنب مع الثروة الاقتصادية، بالتالي سيكون هناك توازن سكاني.. فأهلاً بزيادة عدد سكان قطر "القطريين".