10 سبتمبر 2025
تسجيلربينا بالدلال لا بين غيمات الدلع، وعلى الرشد لا على التيه، وعلى الإنفاق إن استطعنا لا على قبضة اليد، كبرنا على العطاء لا على الامتلاك، كبرنا بمقولتها رحمها الله "منكم وإليكم". المقولة التي لطالما لم أسمعها مباشرة بأحبال صوتها، ولكن كانت ذكراها قد فعلت وحدثتنا عنها، حتى باتت حروفها مغموسة بواقع حياتنا وتاركة بركاتها. لربما أعبر وأكتب بضع كلمات بسن العشرين، ولكنني غارقة بمعانيها سلفا، ومؤمنة بأننا لم نكبر بليلة وضحاها ولم نكبر بالحليب والتفاح، لم نكبر إلا بعطائهم، ببذلهم، وبسعيهم. منكم كل الحب، منكم كل الجهد، وإلينا وعلينا كل السعي والتحقيق. منكم كل الطرق والسبل من بعد قسمته تعالى، وإلينا وعلينا وقع حق الاختيار والمضي فيه. منكم الدعاء، وإلينا تأتي الإجابة. أعتذر باسمي وباسم كل الأبناء عن زلات الأمس، وعن أخطاء اليوم والغد، أعتذر لأننا أنانيون جدًا تجاه كرمكم، متحيزون جدًا لأنفسنا، ولأننا حتى اليوم غير مدركين لفضلكم، ولأننا حتى اليوم لم نوقن الصورة بكامل تفاصيلها بعد. وباسمي واسم جميع الأبناء المدركين وغير المدركين، اليقظين والغافلين، أشكر كل الآباء والأمهات لا على ما بذلتموه من طاقة، بل على ما كان فوق طاقاتكم، وعلى ما هو خارج نطاق سيطرتكم، وعلى ما هو أكبر وأضخم من سعتكم. والديَّ الغاليين، القريبين، المتمسكين بنطاق الصعوبة، يا باسطي أيديكم وأطرافكم في عمق تلك التربة الضحلة الجافة. "نحن الثمار وأنتم الغيث والنور والسقيا، أنتم في القصد والسبيل"