15 سبتمبر 2025
تسجيلكثيراً ما يستوقفني قول الله تعالى "قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " الآية 188 من سورة الأعراف.لا أحد منا يقدر على جلب النفع إلى نفسه، ولا دفع الضر عنه؛ إلا بمشيئة وعون من الله، ولو كنا نعلم ما سوف يحصل لأعددنا لأنفسنا الخير الكثير واستكثرنا من العمل الصالح ليوم وحياة مختلفة عن حياتنا هذه، ولكن كلنا يقين بألا علم لنا إلا ما علمنا به العليم الحكيم.لهذا لابد من التفكر والتأمل في حياتنا، والوقوف عند أبواب الخير ابتداء من "تبسمك في وجه أخيك صدقة"، مروراً بـ "إماطة الأذى عن الطريق"، وبر الوالدين، والإخلاص في العمل، كيف لا والعمل عبادة، والحرص على الكلام الطيب والخلق الحسن، والصدقة الجارية وزكاة المال... وغيرها من أبواب الخير المتعددة في حياتنا، فقط علينا حسن الاختيار كما علينا حسن اختيار الصحبة والبطانة الصالحة التي تعيننا في الحرص على طرق تلك الأبواب، والعمل عليها بل ونشرها، فمثل هذا الخير هو ما سوف ينفعنا اليوم وغداً.بالفعل لا أحد يعلم ما يحمله الغد له من خير أو شر، ولكن كلنا نؤمن بالقدر مهما حمل لنا، فكم منا كان ذا مال وخير كثير؛ ولأنه لم يدرك أن الحال لن يبقى على ماهو عليه، فهو لم يستكثر من العمل الصالح، ولم ينفق تلك الأموال ويطهرها بالزكاة المفروضة أو الصدقة الجارية ومساعدة من يحتاج لمد يد العون، لأنه لم يدرك أن الحال لا يبقى على ماهو عليه، لم يستثمر تلك الأموال بشكل جيد وفي ليلة وضحاها خسر ما لديه ليبدأ حياته من الصفر.اللهم لك الحمد على النعم التي أنعمتها علينا ابتداء بنعمة الإسلام، ونعمة الأمن والأمان والوطن ووجود حاكم يخاف الله في شعبه، ويحقق لهم الحياة الطيبة الكريمة، نعمة وجود الأب والأم والعائلة، نعمة الرزق الحلال الذي يرزقنا به الله، كلها نعم تستدعي منا الحمد والشكر والإخلاص في العبادة، والعمل على طرق أبواب الخير، بل وابتكار قنوات جديدة وإعانة من يحتاج للوصول إليها.