11 سبتمبر 2025

تسجيل

الزواج والمسؤولية الاجتماعية

24 يناير 2017

يواجه الزواج بعد الانفتاح الثقافي والتكنولوجي والتنموي سلسلة من التحديات الاجتماعية، التي أحاطت بالأسرة والمجتمعات العربية بشكل عام، وأولها غياب المفهوم الأساسي للزواج في الدين والقيم الاجتماعية والثقافية التي أسهمت في استقرار الاسرة والمجتمع للمقبلين على الزواج وماهى المسؤولية الاجتماعية المشتركة بينهما عند الاقبال على هذه الخطوة، وماهى مفاهيم المسؤولية بكل أشكالها التي تلقاها كل من الشريكين خلال مرحلة التنشئة الأسرية منذ الصغر من الأب والأم أسهمت خلال تنشئتهما في ترسيخ معنى الزواج والمسؤولية سواء كان للشاب أو للفتاة، وربما نلاحظ الآباء والآجداد لم نسمع قبل الانفتاح عن حالات للطلاق او الانفصال وربما نجد أشخاصا قدروا الحياة الزوجية بكل ظروفها الاجتماعية والاقتصادية وأسهموا مساهمة كبيرة في نجاح واستقرار الأسرة العربية رغم قلة الدخل الاقتصادى وعدم خروج المرأة للعمل إلا أن كلا منهما كان له دور بارز في المسؤولية في الحياة الزوجية نابع من البيئة الاجتماعية التي كانت تحرص على وجود جيل يتحمل أعباء الحياة ويدرك المسؤولية الحقيقية لمعنى الزواج وتكوين أسرة فعلية ورغم بساطة مستوى التعليم، وربما نواجه الآن تحديات للزواج وتجد الشباب والفتيات يقبلون عليه وبغياب المفهوم الحقيقى له مع الاهتمام الشكلي بمظاهر الزواج من الخطبة والمهر ومكان الزواج والشبكة وشهر العسل وربما ينتهى الزواج مع مراسم الزواج مكبلة بالديون البنكية لكل من الطرفين ويدور كل منهما عن أسباب الانفصال او الطلاق ويتجاهل كل منهما الأسباب الحقيقية التي أدت لذلك، والأسرة ساهمت مساهمة كبيرة في غياب دورها الحقيقى خلال التنشئة مع توفير كافة ألوان الرفاهية المطلقة للحياة المعيشية للأبناء ولم يتلقوا القيم الاجتماعية والمسؤولية الفعلية للزواج والحياة بسبب الرفاهية وغياب أحد الشريكين أو كليهما فترات طويلة خارج المنزل، وغياب دور مجالس العائلة التي كانت تلعب دوراً كبيراً في ترسيخ الكثير من القيم والمسؤولية من خلال معالجتها لقضايا العائلة بحضور أكبر أفرادها بصورة دورية ولها هيبتها، ولا يغفل غياب دور الأم وخروجها للعمل وانشغالها بمظاهر الحياة وغاب الدور الحقيقى لها في التنشئة، ولذا ما نأمله أن يقوم كل منا بدوره الحقيقي في الأسرة والتركيز على كافة القيم الاجتماعية والتربوية والمسؤولية من الصغر من خلال التنشئة والسلوك الصادر من الأبوين لأنهما المؤثر الأول والمعلم لمفهوم الزواج ومسؤولياته.