15 سبتمبر 2025
تسجيلاستكمالاً لحديث مقالنا السابق في الحلقة الأولى، وضمن نفس الصدد في الحديث عن اعتماد الشعوب والدول في أخذ القدوة من دولة قطر وما وصلت إليه في العديد من المجالات.. نقول في هذه الحلقة إن دولة قطر تلك الدولة الناشئة والمتواضعة الخبرة (كما أشرنا سابقاً) في مجال آخر لا يقل أهمية عن مثيله مما ذكرناه في النواحي الاقتصادية والرياضية.. وهو المجال الذي يعني بالدرجة الأساسية بالمجال السياسي وتحديداً رؤية دولة قطر في تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء في مناطق عدة من العالم العربي والدولي.. ولنا العبرة والمثال في هذا الصدد ما قامت به دولة قطر في أوقات سابقة من السعي الحثيث للتوفيق بين الأفرقاء في السودان ولبنان ومناطق أخرى متفرقة.. كان سعيها هذا نابع من إحساس عال بأهمية وضرورة عدم تحمل رؤية خلاف الأفرقاء يؤثر على جوانب الحياة المعيشية والاجتماعية في تلك الدول.. ورؤيتها لمعاناة شعوب تلك الدول وما صاحبه من انتهاك لحرمة النفس البشرية والتطهير العرقي الذي أزهق أرواح الآلاف من البشر.. وأيضاً عدم استسهال معايشة سماع الأخبار التي تنشر الدمار والخراب وتهلك الحرث والنسل.. دون أن تحرك ساكناً.. بل سعت وبادرت لمنع حدوث هذا الأمر بشتى الوسائل واستضافت وضمت بقلبها الكبير من كان سبباً في ذلك الهلاك والدمار لتلك الشعوب، ولم ترفع يدها أو تكل أو تمل من عدم وجود نقاط تلاقي بين أولئك الأفرقاء.. بل لم يغمض له جفن حتى بحثت وسهلت التوصل لحل مرض للجميع.. وحققت بذلك المعادلة المطلوبة والمرغوبة لدى الشعوب والدول.. فكانت دولة قطر بتلك الأمثلة والعبر التي سقناها.. وعلى يد حكامها الرشيدين على مدى الفترات والسنوات الماضية.. قدوة للكثير من الدول والأمم الساعية لرؤية الصلح والوفاق بين الأفرقاء سارياً بينهم وبوتيرة مخلصة.. وعلى سبيل المثال لا الحصر نقول إن ما تحقق على يد دولة قطر من توفيق بين الأفرقاء في الجمهورية اللبنانية إبان عام 2008م وفي خضم الأحداث التي جرت إبان تلك الفترة نقول إن ذلك التوفيق الذي أحدثته دولة قطر كان له الأثر الطيب والإيجابي البالغ القيمة لدى شعب الإخوة في لبنان وجنبتهم دولة قطر ويلات الاختلاف والاقتتال الذي وصل حداً خطيراً.. ونجحت معه الجهود المخلصة في توفير الأمن والسلام لربوع هذا الوطن.. واستطراداً لنفس المضمون وكما أوردنا سالفاً عبر مقالنا المتواضع هذا وفي جوانب محددة منه.. نقول إن مجرد النظر والإشارة بالبنان لدولة قطر على أنها قدوة للكثير من الدول في اتباع نهج نفس السياسة البناءة والإيجابية التي تحقق الخير العميم للجميع.. والتي لا تنتظر من وراء جهدها ذلك الشكر والثناء.. وإنما يكفيها رؤية عموم السلام على أرض الأفرقاء.. وفتحت بذلك طريقاً ومسلكاً مهما لمن يرغب في اتباع سياسة التقريب في وجهات النظر وتقصير مناطق الخلاف بين الأفرقاء في العالم أينما وجدوا.. فنعم القدوة دولة قطر.. تلك القدوة التي سبقت سعي الكثير ممن توقف جهده في هذا المجال من قبل.. والله من وراء القصد..