12 أكتوبر 2025

تسجيل

التنازلات المجانية لإسرائيل

24 يناير 2014

يتصور بعض السذج من العرب أنهم يتألفون قلوب الصهاينة حين يجاملونهم، وهم في هذا يسيرون على نهج بعض الأنظمة المتهافتة التي لاتزال منذ ثلاثين عاما، تتكفف السلام من حكومات صهيونية تتعالى على الجميع، ولا تتوقف عن تنفيذ مشاريعها التوسعية بلا أدنى اعتبار أولئك دعاة التطبيع، والمفتونين بمعزوفة (السلام) البالية.وقد كانت تصريحات الرئيس محمود عباس أبو مازن في الولايات المتحدة مؤخرا نموذجا لتلك التنازلات المجانية المتكررة عربيا بلا أي مقابل، حين أكد أن لإسرائيل حقوقا تاريخية في أرض فلسطين!! لأن اليهود كانوا موجودين بها من أقدم العصور.وأبو مازن أول من يعلم – بحكم دراسته الأكاديمية ممثلة في رسالته للدكتوراة التي أثبت فيها توحد الصهيونية مع النازية – أن من يحتلون وطنه حاليا ليسوا هم السكان الأصليين ولا اليهود القدامى الذين يتحدث عنهم، فهؤلاء انقرضوا وتم طرد فلولهم من قبل الإسلام بقرون عدة. وعلى حين يواصل العرب مسلسل التنازلات المجانية هذا، نستمع إلى أصوات غربية هادرة تستنكف من مجرد (التعاون) مع الأيدي الصهيونية الملوثة بدماء الشرفاء من أهل فلسطين، ونحن نشير هنا إلى ما نشرته صحيفة معاريف الصهيونية في عددها الصادر يوم 24/9/2006 بقلم الصحفي الكاتب: جلعاد جروسمان تحت عنوان: (مقاطعة أكاديمية أخرى لإسرائيل) مشيراً فيه إلى ما نشرته صحيفة " ايريش تايمز4" الإيرلندية حول الخطاب الذي وجهه 61 أكاديميا أيرلنديا بوقف الدعم الاقتصادي الذي يمنحه الاتحاد الأوروبي لمؤسسات أكاديمية في إسرائيل والتوقف عن التعاون مع كل مؤسسات التعليم العالي في إسرائيل، حتى تعمل إسرائيل بمقتضى قرارات الأمم المتحدة وتخرج من المناطق الفلسطينية. وجاء في الخطاب ما يلي:" يبدو أن الحكومة الإسرائيلية لا تبالي بمطالب زعماء العالم الأخلاقية وقرارات الأمم المتحدة. إننا نشعر بأنه قد حان الوقت للنظر في الدعوى الفلسطينية باتخاذ خطوات عملية4، من أجل ممارسة ضغط على إسرائيل كي تعمل بما يتوافق مع القانون الدولي والمعايير الأساسية لحقوق الإنسان". كما كتب الأكاديميون:" إننا نطالب بوقف أي دعم للمؤسسات الإسرائيلية، سواء على المستوى القومي أو على مستوى الاتحاد الأوروبي. ونناشد نظرائنا الأكاديميين تأييد المقاطعة عن طريق وقف التعاون مع مؤسسات أكاديمية إسرائيلية". وقال ديفيد لندي، أحد المبادرين بالعريضة لصحيفة "إيريش تايمز": "إننا نؤيد الأنشطة التي تؤدي بطريقة سلمية إلى إنهاء نظام الحكم العنصري الوحشي في إسرائيل. فخطوة كهذه ليست موجهة ضد شخصيات معينة، وإنما ضد مؤسسات إسرائيلية تؤيد –معنويا وعمليا- اتباع أسلوب العنصرية في إسرائيل والاحتلال غير المشروع للمناطق الفلسطينية. ويقارن لندي بين إسرائيل وجنوب إفريقيا في عهد الفصل العنصري:" مثلما طالب السود في جنوب إفريقيا بفرض عقوبات على دولتهم، يطالب الفلسطينيون تحت الحكم الإسرائيلي بتوقيع عقوبات على دولة إسرائيل ومؤسساتها. وخلال العامين 2005،2006، كانت هناك محاولتان بارزتان أخريان لفرض مقاطعة أكاديمية لإسرائيل. ففي أبريل 2005 قرر اتحاد أساتذة الجامعات في بريطانيا فرض مقاطعة أكاديمية على جامعتي حيفا وبار إيلان.. وقد تم تبرير مقاطعة جامعة بار إيلان بأنها تعطى دورات تدريبية في كليتين من كلياتها بالضفة الغربية، وهكذا تثبت تلك الجامعة بشكل أو بآخر "مشاركتها في احتلال المناطق الفلسطينية خلافا لقرارات الأمم المتحدة". أما مقاطعة جامعة حيفا. فترجع إلى الضغط الذي مارسته على مؤرخ ما بعد الصهيونية " د. إيلان بابيه". حين كتب ما لا ترضى عنه الحكومة الصهيونية. ولكن في أعقاب موجة احتجاج اتحاد الأساتذة الذين أعربوا عن استيائهم إزاء فرض المقاطعة، وفي أعقاب الضغط الدولي الذي نظمته جماعات الضغط الصهيونية بنفوذها المالي والإعلامي، اجتمع رؤساء الاتحاد البريطانيون في جلسة خاصة وأجروا تصويتا آخر أسفر عن إلغاء المقاطعة. وخلال شهر مايو 2006، صوت اتحاد الأساتذة البريطانيين – مرة أخرى – من أجل فرض مقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية، لما وصفه الاتحاد بـ"سياسة الفصل العنصري الصهيونية". وقرر الاتحاد البريطاني الذي يضم حوالي 60 أستاذا جامعيا من مؤسسات أكاديمية مختلفة في بريطانيا، مقاطعة كل المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل، بسبب "استمرار سياسة الفصل العنصري في إسرائيل، بما في ذلك بناء الجدار الفاصل والتمييز في التعليم"، وقد ألغيت هذه المقاطعة بعد فترة قصيرة. فأين اتحادات الأساتذة الجامعيين العرب؟ هل استهلكهم مخدِّر (الجودة والاعتماد) حتى أنساهم قوميتهم وعروبتهم؟