29 أكتوبر 2025
تسجيلفوز منتخب الإمارات بكأس الخليج العربي لكرة القدم في نسختها (21) أفرح شعب الإمارات وشيوخها وقد عمت الفرحة جميع المناطق ورسمت البسمة على جميع أفراد الشعب، ودخلت كل بيت من دون استئذان، وانهالت المكافآت المجزية على (صناع الإنجاز) من لاعبين وجهاز فني وإداريين، وهم يستحقون هذا التكريم والتقدير. وأعجبني تصريح رئيس الاتحاد الإماراتي يوسف السركال الذي قال: لقد فرحنا وأفرحنا حكامنا وشيوخنا وشعبنا وسجل هذا الإنجاز في تاريخنا، وعلينا نسيان هذا الإنجاز والتطلّع لإنجاز آخر قاري وعلينا العمل من أجل تحقيق ذلك من الآن، لذا سنبدأ الإعداد لتصفيات كأس أمم آسيا ونأمل أن نحقق طموحات شعبنا بإنجاز قاري مع هذا الجيل تحت إشراف مدربهم المواطن القدير مهدي علي. إن هذا الإنجاز لم يأت وليد صدفة وإنما جاء بتخطيط سليم ومدروس منذ فترة طويلة واهتمام المنظومة الرياضية وتكاتفها ودعمها بعيداً عن التدخلات واعتمادهم على الصغار، وتمت في كل ناد رياضي إقامة مدرسة أو أكاديمية تعنى بالصغار وبتخريج وصناعة الأبطال تحت إشراف مدربين متخصصين، وقد أعطيت الثقة في المدرب (المواطن) وكذلك الإداري وتم اختيار اللاعبين المواطنين الذين يتميزون بروح وانتماء والولاء لصالح الوطن وليس لصالح ما يدفع من المال!! لقد وضع الاتحاد سياسة وإستراتيجية خاصتين لمنتخبات المراحل السنية وأوكلت المهمة لمدربين مواطنين يعملون بجد وإخلاص لصالح وطنهم وهم أقرب لفهم اللاعب المواطن وحققوا إنجازات قارية في المراحل السنية ولم يستعينوا بمدربين (أجانب)، كما حصل عندنا، وقضوا سنوات طويلة مع منتخبات المراحل والنتيجة (صفر) لا نتائج ملموسة ولا محسوسة ولا تقدم، بل (مكانك سر)، كما تركوا للجهاز الفني الوطني حرية الاختيار ولا يتدخلون في الاختيار من أندية معينة، وكذلك لا يتدخلون في (تشكيلة) المنتخب وهذا هو سر نجاحهم. أعجبتني الوقفة الجماهيرية الكبيرة مع المنتخب وتحمّل مشقة السفر والذهاب للبحرين بأعداد كبيرة للتشجيع ورفع الروح المعنوية (لأبناء الوطن)، خاصة أن المنتخب الإماراتي برغم صغر لاعبيه يبدع ويمتع ويقدم سيمفونية فنية رائعة ويفوز في كل مبارياته ولديه الثقة في النفس برغم تسليط الضوء الإعلامي عليه لكن بخبرة إدارته تمكن من امتصاص كل ما يحدث وركز على الأداء داخل الملعب وكانت بصمات المدرب المواطن مهدي علي واضحة على أداء اللاعبين الذين أمتعونا بأداء فني راق لا يقدمه إلا أصحاب المهارات العالية، كما أفرزت هذه البطولة ولادة نجم مهاري قادم بقوة هو ميسي الخليج (عموري). أتمنى أن نحذو حذو سياسة وإستراتيجية اتحاد الإمارات لكرة القدم، فلدينا كفاءات وكوادر قطرية قيادية. إن دورة الخليج كشفت عيوبنا وخططنا وإستراتيجيتنا وأصبحنا مثالاً للسخرية في مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات العامة وليست الرياضية فقط، فجماهيرنا أصبحت حزينة ومقهورة من نتائج منتخبنا وفي حلقها غصة كبيرة...