17 سبتمبر 2025
تسجيللا تعتبر مقولة " استفادت دول الخليج من إقامة دورات الخليج لتطوير كرة القدم والبنية التحتية للمنشآت والملاعب الرياضية .." مجرد مقولة يتم ترديدها وقولها كلما أتت نسخة جديدة من دورات الخليج بل إن هذه المقولة هي حقيقة واضحة يتعايشها أبناء الخليج في الدول الست بالإضافة إلى اليمن والعراق منذ ما يزيد عن أربعة عقود ماضية إلى يومنا هذا. فكيف لا وخصوصا إن تكلمنا بأن الرياضة بشكل عام وكرة القدم الخليجية بشكل خاص بدأت بإمكانيات متواضعة وتمارس على ملاعب رملية وبتغطية إعلامية بدائية إلى غاية ما وصلنا اليوم إلى التطور في كل المجالات على صعيد الملاعب، المبالغ الهائلة والتنافس الكبير ما بين الفضائيات والإعلام الخليجي لبث فعاليات الدورة ومواكبتها وصولا إلى التطوير الفني الذي وصلت إليه المنتخبات الخليجية على الصعيد القاري والعالمي . فلكي لا نعود كثيرا إلى الماضي وبالتحديد إلى عام 2010 عندما نظمت اليمن " خليجي 20 "، تساءل البعض، كيف استطاعت " اليمن السعيد " كسب كل التحديات التي شككت بقدراتها للاستضافة ونجحت في احتضان الدورة ضمن الإمكانيات المتوفرة لديها بعد أن كانت اليمن بعيدة عن استضافة الأحداث الرياضية الكبيرة قبل ذلك. البحرين، هذه المملكة الصغيرة ذات مساحة لا تزيد عن 700 كلم مربع ومنشأ دورة الخليج عندما ولدت الدورة على أرضها عام 1970 نجحت أيضا باستضافة الدورة للمرة الرابعة بتاريخها قبل أيام أن كان ذلك على الصعيد التنظيمي أو في الملاعب التي استضافت المباريات والتدريبات بالرغم من أن أي استضافة لا يمكن أن تخلو من بعض السلبيات إلا أن إيجابيات الاستضافة البحرينية كانت هي الغالبة بعد سنوات عانت خلالها الكرة البحرينية من الضعف في البنية التحتية للملاعب وافتقارها للملاعب الصالحة في الماضي القريب. اليوم وبعد كل هذا الثناء والنجاح في " خليجي 21 "، أصبح الوسط الرياضي في البحرين منشغلا في هذه الأيام حول زيادة طموح البحرينيين لاستضافة الأحداث الرياضية عندما تقدم اتحادها الكروي بشكل رسمي لاستضافة كأس أمم آسيا عام 2019 وهو الأمر الذي يعتبر سابقة حقيقية للمملكة أن تحقق على أرض الواقع . أمام ذلك تتوضح لدينا إلى أي مدى لعبت دورات الخليج دورها الكبير في تغيير المفاهيم لدى الخليجيين عموما بدليل أن البحرين التي كانت تترقب نجاح " خليجي 21 " 2013، أصبحت تفكر الآن بتنظيم أهم بطولة كروية في القارة الصفراء بعد سنوات قليلة.. فهل تتحول "البحرين 2019 " إلى حقيقة ملموسة؟