13 سبتمبر 2025

تسجيل

المسيرات الوطنية بيـن التقنين والتعليل !

23 ديسمبر 2021

توجها إلى مجموعة فتيات يمارسن رياضة المشي في منطقة لوسيل في تعمد واضح بينما كان الثالث يلتقط المشهد بكاميرا جواله وهو يراه مضحكا وطريفا وأخذا يرشان عليهن بخاخات ذات رغوة لمجرد الاستمتاع والفرح باليوم الوطني ! نزل مجموعات من الشباب من سياراتهم في وسط الشارع وتراقصوا بميوعة أمام المئات من المارة والسائقين والعوائل الموجودة في السيارات بدعوى أنهم فرحون باليوم الوطني ! خرجوا في مسيرة وعبثوا بالزرع وضايقوا المارة برشاشات الرغوة والكريمة والخيوط المطاطية حتى على الأطفال الذين خرجوا من نوافذ السيارات يتصايحون ببراءة وعذرهم أنهم كانوا فرحين باليوم الوطني ! رموا بقاذوراتهم على الأرض وألقوا العلب الفارغة ولم يلقوا بالا لمن سوف يستمر لأكثر من يومين لتنظيف كل هذه الشوارع التي شهدت حبا غير صادق باليوم الوطني كما أعلنت بذلك وزارة البلدية التي قالت على حسابها الموثق في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إن العمال المنتسبين لها قد ظلوا ليومين ينظفون الطرقات ويزيلون آثار ما سمي بالفرح باليوم الوطني ! بأول أمس جاءت قرارات حازمة من وزارة الداخلية في قطر إثر المشهد المخل الذي تضمنته السطور الأولى لمقالي هذا جاء فيه أن الوزارة بصدد نشر أسماء وصور كل المتحرشين والمعتدين على أي أشخاص أو نساء أو عائلات يتم استهدافهم بصورة مؤذية وذلك في الصحف المحلية اليومية وهو قرار شجاع في الواقع سوف يمنع بلا شك كل هذه الفئة المريضة من أن يمارسوا خللهم الفكري أو انحرافهم الأخلاقي على الأبرياء في الشارع كما حدث لهؤلاء السيدات اللاتي كن يسرن في أمان واعترضهن مراهقون قاموا برشهن بالرغوة بينما كان الثالث مستمتعا بالتصوير وكأنه يصور مشهدا مسرحيا بينما عُد ذلك جريمة يعاقب عليها القانون ولا يمكن لأحد أن يقبل بالأمر على أهل بيته حتى، فمنذ متى كان هذا يحدث لدينا تحت دعوى الفرحة لهذا الوطن التي يجب أن تكون فرحة وطن كبير وليس لمواطنين لا يعرفون كيف يؤدون تحيتهم الوطنية باقتدار يستحقه هذا الوطن وكم أثلج صدورنا هذا القرار الذي أتى قبل أن تستفحل مثل هذه المظاهر المخلة دينيا وأخلاقيا ومجتمعيا وسوف يحذر مثل هؤلاء مليون مرة قبل أن يبادروا بهذه التصرفات المخلة التي لم يعهدها مجتمعنا المعروف بمحافظته والتزامه وعدم تطرقه لا بالقول ولا الفعل تجاه النساء أو حتى العائلات الآمنة التي تخرج في هذا اليوم مع أطفالها للتعبير عن فرحة وطن بكل أدب وشعور عال بالأمن كما يظهر عليه مجتمعنا دائما والمعروف بأمنه وأمانه والحمد لله ويأتي هذا القرار ليعيد كل الأمور لنصابها المعروف ومحذرا كل هؤلاء أن يلتزموا بحدودهم التي كان يجب أن يقفوا عندها. أحيانا يتملكني تفكير جاد في أنه يجب وضع قوانين محددة للمسيرات التي من المفترض أن تكون وطنية لا بالصورة التي يشوهها مثل هؤلاء الذين أعتبرهم حتى الآن قلة ولطالما طالبنا بتقنين مثل هذه المسيرات كأن لا تكون في الشوارع الحيوية والمركزية وأن تكون هناك رقابة على تصرفات المحتفلين بالمسيرة على ألا يتعدوا الحدود الأدبية والمجتمعية في تصرفاتهم ولكن للأسف تتكرر نفس المشاهد كل عام والعذر (خلهم يستانسون) وكأن (الوناسة) مرتبطة بالخلل الأخلاقي الذي يظهر من هؤلاء للأسف وتلتقطه كاميرات مستهترة بما تسجل لكن تبقى للقانون دائما الكلمة الأخيرة في إعادة كل الأمور لنصابها الصحيح وهذا ما عهدناه في عيون قطر الساهرة لأمن البلاد وأمان العباد فيها بفضل من الله أولا ثم بفضل كل من صالحه أن يبقى المجتمع محافظا على التزامه المعروف به دائما. ابتســـــــــــام آل سعـــــــــــــــــد [email protected] @ebtesam777