10 سبتمبر 2025
تسجيلترامب يهدد بعدم الخروج من البيت الأبيض ما لم يخرج مناصروه لعمل مظاهرات تطالب بإعادة فرز الأصوات للمرة الثالثة رغم نجاح بايدن منافسه الديمقراطي اللدود بالمرتين السابقتين بأكبر الأصوات في المجمع الانتخابي! قد يبدو أنني أتحدث عن حاكم عربي ينتظر ثورة من ثورات الربيع العربي لانتزاعه من سدة الحكم إجباراً ولا يمكن حينها أن تكون اختياراً إلا إذا كان إعلان التنحي يعد ضمن بند الخيارات الذي يلجأ له هذا الحاكم حينما تضيق حلقة الشعب الغاضبة على عنقه كما حدث مع المخلوع الراحل محمد حسني مبارك الذي أتحفظ على كلمة مخلوع له باعتباره أنه عاش رئيسا لأكثر من ثلاثين سنة ثم أُجبر على التنحي ليغادر إلى شرم الشيخ قبل أن يقع تحت طائلة القانون ويحاكم في جلسات أشبه بالمصيف، حيث لم يدخل السجن بالمفهوم المعروف بل كان يحضر جلساته على سرير طبي يحظى بتجمهر أعداد لا بأس بها خارج مبنى المحكمة للمطالبة ببراءته، وأقام في أحد أجنحة المستشفى العسكري قبل أن يعلن القضاء المطاطي المتهاون خروجه هو وأفراد داخليته وحكومته ونجلاه بحكم البراءة ليظل مبارك في نظر كثير من أفراد شعبه وفئاته رمزاً وطنيا يستحق العيش بكرامة، وهذا ما حدث حينما توفي وأُقيمت له جنازة عسكرية مهيبة ومات بطلا رغم خيار الشعب بعزله بعد مظاهرات مليونية هزت مصر آنذاك، لكن حديثي اليوم هو عن رئيس أكبر دولة عظمى في العالم، ومن المفترض أيضا أنها أكبر دولة ديمقراطية تؤمن بحقوق الإنسان وتروج لها، وتعد في نظر نفسها قدوة في التعبير الحر وإبداء الرأي بكل أمان وذات سياسة شفافة ومعاملات لا تُجرى تحت الطاولات وفي جنح الظلام كالتي تسير عند العرب، ولذا كان من الصعب أن يخرج لنا رئيس أمريكي بهذه الصورة العربية المتسلطة والمتمسكة بكرسي الرئاسة وشخصية لا تقل عن شخصية أي حاكم عربي أُسقط من الحكم يحاول التشبث بعهده الرئاسي ويدعو مناصريه للخروج إلى الشارع لفرض رأيه ببقائه واستمراره عنوة عن باقي الشعب، وهذا ما يفعله ترامب حاليا الذي دعا صراحة الملايين من أنصاره للخروج والتظاهر والدعوة لبقائه رئيسا واعتبار أن الانتخابات التي جرت وكأن لم تكن مع احتمالية فوزه بها وأن تدخل الديمقراطيين في مجرى هذه الانتخابات هو من سيجعله في الـ20 من يناير المقبل مجرد رئيس سابق من رؤساء الولايات المتحدة، فهل يختلف ترامب عن مثيله لدى بعض العرب؟! بل هل بات ترامب يمتلك عرقاً عربياً في حب السطوة والسلطة كالعروق التي تمتد في أجساد الكثير من الرؤساء العرب الذين يمجدون السلطة وإن حملوا في أعناقهم مسؤولية ملايين الرعية المظلومين تحت حكمهم؟! والمصيبة أن ترامب لم يفكر بمغبة ما دعا له رغم علمه بأن هذه المظاهرات يمكن أن تؤدي إلى فوضى عارمة في الشوارع مع تخريب وسرقات ونهب واعتداءات وجرائم وكأن الأمر يبدو لعبة لديه أو وسيلة ناجعة يمكن بعدها أن يرحل كابوس ترامب الذي يؤرقه منذ اللحظة التي أيقن فيها أن مسألة قلب نتائج الانتخابات تبدو فكرة مجنونة. كما أن فكرة أن يستمر هي الخيال الذي لم تعد الدنيا كريمة جداً لتهبه له، كما لا أظن في الوقت نفسه أن خروجه الذي بات قريبا سيتحقق دون أن يبادر بما لا يحمد عقباه، إلا إذا كان ترامب ممن يجيدون معاركهم في ساحة تويتر فقط والتصريحات الجانبية، فهنا يمكن القول أن كل شيء سيسير وفق المعمول به والمخطط له وما عدا ذلك فليبحث الرجل عن أصل جيناته التي قد تعود لأهل الضاد في تمسكهم الديكتاتوري المنيع بالكرسي وديمقراطيتهم المتلونة في إجراء انتخابات شفافة يفوزون بها بنسبة 99% تاركين النسبة المتبقية لمن حاول مواجهتهم وخسر!. @[email protected] @ebtesam777