06 أكتوبر 2025
تسجيلأثناء فترة دراستي في المدرسة والجامعة، كنت أتعجب من بعض الزملاء البارزين في مستواهم الدراسي وذكائهم العالي والذي لا يجاريهم فيه أحد، وكنا نظن بأن هؤلاء ينتظرهم مستقبل باهر جداً، بعكس الطلاب ذوي المستوى المتوسط والمتواضع، والذين يبدو أنهم لن يستطيعوا مجاراة أمثال هؤلاء الأذكياء مستقبلاً. ولكن بعد كل هذه السنوات، ذاب هؤلاء الأذكياء في معارك الحياة، وأصبحوا تماماً كالآخرين، فهل لذكاء الطالب أثر فعلي على مستقبله؟ نحن نظن بأن الطلاب الأذكياء سيكون لهم حظ وافر من النجاح مستقبلاً مقارنة بأقرانهم، وهذا ما اعتقده الدكتور لويس تيرمان من جامعة ستانفورد الأمريكية، ولإثبات ذلك طلب من المدارس ترشيح أذكى الطلاب، فوصل عدد المرشحين 250 ألفاً، وأجرى عليهم اختبار الذكاء الذي طوره بنفسه معتمداً على اختبار سابق اسمه بينيه (اسم العالم الفرنسي الذي ابتكره)، وأصبح الاختبار الذي طوره تيرمان اسمه "ستانفورد-بينيه"، والذي لايزال من أفضل اختبارات الذكاء حتى اليوم، واختار أذكى الطلاب ممن حصلوا على أعلى الدرجات في اختبار الذكاء، وكان عددهم حوالي 1500 طالب، وقرر أن يتفرغ لمتابعتهم متابعة قريبة في مختلف مراحل حياتهم؛ وكان يرى أن هؤلاء في الغالب هم من سيقودون البلاد مستقبلاً في مختلف المجالات. مع مرور السنوات كان الكثير من هؤلاء الطلاب الأذكياء يعيشون حياة عادية جداً، وكان من النادر أن تجد أحداً منهم يتميز في أي مجال، بل إن بعضاً ممن تم استبعادهم بسبب تدني درجاتهم في اختبار الذكاء، حصل على جائزة نوبل، وبعضهم وصلوا لمناصب كبرى وأسسوا شركات مميزة. استمرت الدراسة لأكثر من 40 عاماً وهم يتتبعون حياة هؤلاء الأذكياء، وخلصت الدراسة إلى أن الذكاء قد يكون أحد العوامل المساعدة، ولكنه ليس سبباً رئيسياً للنجاح. @khalid606