19 أكتوبر 2025

تسجيل

كن جميلاً.. ترى الوجود جميلاً

23 ديسمبر 2018

عبارة سمعتها من إنسانة بسيطة غير عربية وهي تؤدي لي خدمة قالت: «الانسان الطيب يرى كل من حوله طيبين» وهذا ينطبق على المثل القائل «كل يرى الناس بعين طبعه» نعم فالإنسان الذي يعامل الناس معاملة طيبة تغلب عليها الروح الصافية والنفس النقية والقلب الطيب يعتقد أن من يتعامل معه لديه نفس الصفات وعلى ذلك تجده يعطيه كل ما لديه ويبوح له بما في دواخله ويضحك ويمزح معه وهو لا يدرك أن ذلك الشخص من الذين لا يملكون تلك الصفات، بل قد يكون عكس ذلك ويضمر غير ما يبدي. فذو النفس الطيبة يشعر بأن ما حوله جميل ويتعامل بنفس جميلة كما قال الشاعر «كن جميلا ترى الوجود جميلا» ويرى من حوله مهما كانت نواياهم غير سوية انه يمكن تقبلهم وتغييرهم وعلى الأقل عدم معاداتهم ومحاولة التعايش معهم حتى تزول ولو ذرة من تلك النوايا السيئة وقد يكون ذلك الوقت المناسب لان تتحول تلك النوايا إلى مشاعر دافئة رقيقة صادقة ومن ثم تتكون الصداقة وكما يقول المثل «بعد الخصام يحلو الكلام» فالمشاعر الإيجابية لدينا عندما نخرج بها إلى الناس لاشك أنها سوف تؤثر على تقبلنا لكل ما يصدر منهم، بل قد نؤثر عليهم بتلك المشاعر التي تنعكس على تصرفاتنا وحديثنا وحتى إقبالنا على الطعام بعكس تلك النفوس التي تمتلئ بالروح السلبية والاتجاهات التي تنشر كل ما هو بشع وسيئ بين الناس وتظن بالناس الظنونا وتشيع ما هو غير حقيقي وقد تعكر جو أو مناخ الاجتماع. فالنفوس الطيبة التي لا تحمل حقدا ولا ضغينة على أحد ينعكس ذلك على لسانها فلا ينطق إلا بالكلام الجميل الملئ بالتفاؤل والأمل ونبذ كل ما هو سيئ، والنفوس التي تملؤها الأحقاد والحسد والترفع على الناس لن ترى الا القبح والسيئ ولا ينطق اللسان الا بما لا يستسيغه أحد، بل يكون كالسكين التي تجرح بكل سلاسة وتترك وراءها الألم وبالكلام الذي ينضح بما فيه من صفات مذمومة. لذا علينا أن نحاول أن ننمي الجمال داخل نفوسنا ونستخرجه منها حتى نرى من حولنا ينطق بالجمال مهما كانت بساطته وقلة ما يملك، ولا نحكم على الانسان من خلال ملابسه وأحذيته -أعزكم الله - ولكن على ما يمتلئ به قلبه وما ينطق به لسانه من صدق الكلام وبساطته وما يبدى من أفعال تنم عن روح طيبة مؤمنة غير متعالية، فالإنسان مصيره أن يغادر هذه الدنيا ولا يترك خلفه إلا العمل الصالح الذي يذكره الناس به مهما طال الزمن ومرت السنوات والولد الصالح الذي سيذكره ويتصدق عنه ويدعو له، فأحسنوا أخلاقكم المستمدة من ديننا الحنيف تحسن معاملاتكم وعلاقاتكم ولن تخسروا شيئا، بل ستكون المكاسب أكبر.