10 سبتمبر 2025

تسجيل

ثقافة التسوق

23 ديسمبر 2018

لتسوق الطعام ثقافة ومتعة خاصة وخبرة تراكمها السنون، وتجعل من لديه دراية ومعرفة متميزة مصدرا مرجعيا لمعرفة خفايا الأمور، وعندما تتسوق بنفسك يكون للمشتريات والمقتنيات معنى أكبر لديك، فقد دأبت على التسوق الروتيني منذ سنين الغربة في مرحلة الدراسة الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية. لنبدأ رحلة تسوق في إحدى البقالات بمجمعاتنا الكثيرة والمتنوعة، حيث المواقف الظريفة والوجوه المتعددة وبعض الدروس من ظروف وحالات بعض البشر، بدايةً أول عربة تسوق تختارها لا يمكن تخليصها من العربة التي أمامها ! الثانية بها خلل بالعجلات ! الثالثة هي الصالحة لمشوار التسوق. أحب أن أبدأ بقسم الفواكه والخضار، يلفت نظري الترتيب والتنسيق للمنتوجات الزراعية، ويسعدني تواجد المنتجات الوطنية، يبعث في النفس ارتياحا بالاعتماد على السوق المحلي الوارد من مزارعنا لمحاولة رفد الأمن الغذائي الذي يجب الاهتمام به أكثر فأكثر بعد أن عشنا تجربة الحصار الجائر خصوصاً في أيامه الأولى. كان تسوق الطعام قديماً كما أذكره طفلاً لاسيما الفواكه والخضار على شكل صناديق كبيرة (كراتين) من التفاح والبرتقال، كل ثمرة ملفوفة بورقة منفصلة، وكرتون موز، ونادراً ما يكون مع هذه الأنواع الثلاثة نوع رابع أو خامس، نظراً للإمكانيات المحدودة في ذاك الزمان، وهذا غالباً ما يقدم لأهل البيت، إن حضر الضيف يستعان من (الدكان) بعلبة أناناس أو خوخ مستوردة، ننتظر نحن الأطفال مغادرة الضيوف حتى ننقض على ما تبقى من الأناناس والخوخ حتى لو لم يتبق من العلبة إلا ماؤها!. أما الآن فانظر حولك ترى كل أنواع الفاكهة والخضار من كل بقاع الارض، يبالغ البعض في اقتنائها والإسراف في شرائها دون الحاجة الحقيقية لاستهلاكها بشكل صحيح، والصحيح أن تقتني كل فاكهة في موسمها. ومن المواقف أثناء التسوق أن ترى من يقتني كميات محدودة جداً تصل عند المستهلك الواعي لكيلو أو نصف كيلو، وأحياناً ثمرات معدودة كما تعودنا رؤيته عند بعض الأجانب ليس لعدم القدرة المادية ولكنها ثقافة استهلاكية ( كلوا واشربوا ولا تسرفوا ). وتحتاج خبرة أكبر عندما تنتقل إلى قسم الأسماك واللحوم والدواجن، ولاسيما الأسماك حيث تحتاج خبرة لمعرفة الأنواع ومعرفة الجيد من غيره، المسألة أسهل بالنسبة للدواجن واللحوم..فقط عليك الاختيار من الأنواع والمنشأ للتعرف على الأفضل. تجد أحياناً من يسألك لحاجته للمعلومة، تكونت لدي علاقات أوجدتها الألفة نظراً لتكرر زيارات التسوق. وعندما ترى بعينيك ماذا ستأكل فإن الأمر يكون له مذاق خاص، وعندما تسنح فرصة لوجود عرض معين على سلعة معينة أجدها فرصة لشراء كمية كبيرة أوزعها على بعض الأهل والجيران. وأخيراً يا حبذا إنهاء مشوار التسوق بشكل حضاري بوضع عربة التسوق في مكان مناسب! آخر الكلام لتسوق الطعام متعة لا يعلم بها إلا من تعود عليها. alkuwarim @hotmail.com